هل الهروب إلى الفضاء حل؟!.. عالم أحياء يستشرف المستقبل في روايته “Outbound: Islands in the Void”
دنا بريس – متابعة
وسط تسارع التغيرات المناخية والصراعات العالمية، يطرح عالم الأحياء الجزيئية ريتشارد إم. أندرسون في كتابه الجديد “Outbound: Islands in the Void” سؤالًا جوهريًا: هل استيطان الفضاء خيار واقعي لإنقاذ البشرية، أم مجرد وهم للهروب من أزمات الأرض المتفاقمة؟
بأسلوب يجمع بين العلم الدقيق والخيال المشوّق، يرسم أندرسون مشهدًا مستقبليًا يمتد حتى القرن الثالث والعشرين، حيث تواجه الأرض انهيارًا بيئيًا يجعل أجزاءً واسعة منها غير صالحة للحياة. في خضم هذه الفوضى، تطلق “الدول المتحدة العالمية” (GSU) مشروعًا جريئًا لاستيطان الفضاء، في محاولة لإنقاذ الجنس البشري من مصير مجهول.

في قلب القصة، يقف الدكتور فيرجيل غرينلي، العالم الذي يجد نفسه غير مستعد لكنه مضطر للقيادة، والدكتور داغ هارلو، الباحث الطموح الذي يسعى لفهم التحديات العلمية والسياسية التي تعترض طريقهم. وبينما تسعى المستوطنات الفضائية لبناء مستقبل جديد، تتكشف شبكات الفساد والمصالح الخفية، مما يهدد بتحويل الرحلة إلى كارثة جديدة تفوق تلك التي على الأرض.
يعتمد أندرسون على تقنيات متقدمة ورسوم توضيحية غنية لخلق تجربة قراءة غامرة، حيث يتنقل القارئ بين الأرض المنهارة ومحطات الفضاء التي تمثل الأمل الأخير للبشرية. وإذ يسلط الضوء على الصراع بين البقاء والاستكشاف، بين العلم والسياسة، وبين الأرض والفضاء، يطرح الكتاب تساؤلًا جريئًا: هل الحل يكمن في الهروب إلى النجوم، أم في مواجهة المشكلات التي صنعناها هنا على الأرض؟
يعد كتاب Outbound: Islands in the Void الجزء الأول من سلسلة مرتقبة، على أن يصدر الجزء الثاني “Outbound: Becoming Meta Mars” قريبًا، ليواصل استكشاف مستقبل البشرية بين النجوم.