الرائدة في صحافة الموبايل

روسيا.. وجهة مفضلة للسياح الصينيين

كيف تحولت روسيا إلى وجهة مفضلة للسياح الصينيين؟ وهل يمكن أن تصبح روسيا، المتأثرة بالعقوبات الدولية والتحديات الجيوسياسية، قصة نجاح في قطاع السياحة؟

الإجابة جاءت على لسان يوليا ماكسوتوفا، مديرة مركز تنمية السياحة الدولية في روسيا، خلال منتدى السياحة الدولي بسان بطرسبورغ “Travel Hub. سافر!”، حيث أعلنت أن روسيا دخلت قائمة الدول العشر الأكثر شعبية لدى السياح الصينيين للمرة الأولى.

هذا الإنجاز غير المسبوق يُعد شهادة على نجاح استراتيجية الترويج السياحي الروسية، التي انطلقت تحت ضغط العقوبات الدولية وقيود الحرب في أوكرانيا. روسيا، التي اضطرت لإعادة تعريف أسواقها السياحية، وجدت في الصين فرصة ذهبية لتوسيع قاعدتها السياحية.

فين ليتاو، المستشار الثقافي في السفارة الصينية بموسكو، وصف العلاقات بين البلدين بأنها وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، مؤكدًا أن 72% من الروس يرون في الصين شريكًا ودودًا، وهو الشعور ذاته الذي يبادله الصينيون تجاه روسيا. ومع تسيير 170 رحلة جوية منتظمة أسبوعيًا بين البلدين، بدا أن السياحة تحولت إلى جسر جديد لتعزيز العلاقات الثنائية.

الأرقام تدعم هذه الرؤية، فخلال عام واحد من بدء آلية الإعفاء الجماعي من تأشيرات الدخول، وصل عدد السياح بين البلدين إلى 580 ألف شخص، من بينهم 240 ألف مواطن صيني. هذه الدينامية جاءت كنتيجة مباشرة للاستراتيجية التي أطلقتها روسيا في بداية 2024 تحت شعار “اكتشف روسيا”، والتي تستهدف أسواقًا جديدة مثل الصين والهند ودول الخليج.

وبحسب دميتري تشيرنيشينكو، نائب رئيس الوزراء الروسي، تخطط روسيا لتعزيز هذه الاستراتيجية في جنوب شرق آسيا بحلول 2025، بعد أن تضاعفت أعداد السياح الصينيين أربع مرات خلال الفترة الماضية.

إذن، كيف نجحت روسيا في هذا التحول؟ ربما يكمن الجواب في قدرتها على التكيف مع الواقع الجديد، واستغلال شراكاتها الدولية بشكل فعال. تجربة روسيا مع السوق السياحي الصيني قد تكون نموذجًا ملهمًا لدول أخرى تسعى لتعزيز مكانتها السياحية في ظل أزمات عالمية متغيرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد