الرائدة في صحافة الموبايل

قراءة في أهم رسائل الخطاب الملكي السامي

وجه الملك محمد السادس حفظه الله، خطابا بالغ الدلالات وبليغ الرسائل، في افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة للبرلمان :

لا يفوتنا هنا، أن نشيد بالجهود التي تبذلها الدبلوماسية الوطنية، ومختلف المؤسسات المعنية، وكل القوى الحية، وجميع المغاربة الأحرار، داخل الوطن وخارجه، في الدفاع عن الحقوق المشروعة لوطنهم، والتصدي لمناورات الأعداء. كما نعبر عن شكرنا وتقديرنا، لأبنائنا في الصحراء، على ولائهم الدائم لوطنهم، وعلى تشبثهم بمقدساتهم الدينية والوطنية، وتضحياتهم في سبيل الوحدة الترابية للمملكة واستقرارها

             1 – خاطب جلالته من خلاله، مختلف الهيآت والمؤسسات والمواطنين، بخصوص التطورات الأخيرة لملف الصحراء المغربية، باعتبارها القضية الأولى لجميع المغاربة، منوها إلى انتقال هذا الملف من مرحلة التدبير، إلى مرحلة التغيير، داخليا وخارجيا، على مختلف الأبعاد. كما دعا ملك البلاد كل المغاربة للانتقال من رد الفعل، إلى أخذ المبادرة، والتحلي بالحزم والاستباقية. وهو الأساس، الذي اعتمده المغرب بقيادة الديبلوماسية الملكية  لسنوات، بكل عزم وتأني، وبرؤية واضحة، وبكل كل الوسائل والإمكانات المتاحة، للتعريف بعدالة موقف بلادنا، وبحقوقنا التاريخية والمشروعة في صحرائنا، في سياق دولي صعب ومعقد. واليوم ظهر الحق، الذي يعلو ولا يعلى عليه، لأن القضايا العادلة تنتصر دائما.

            2 – وفي نفس السياق، تقدم  جلالة الملك باسم الشعب المغربي، بعبارات الشكر والامتنان، لفرنسا ولرئيسها إيمانويل ماكرون، على ،هذا الدعم الصريح لمغربية الصحراء، بدءا بالاعتراف  بسيادة المملكة على كامل تراب الصحراء، ودعم مبادرة الحكم الذاتي، في إطار الوحدة الترابية المغربية، كأساس وحيد لحل هذا النزاع الإقليمي المفتعل. وهو انتصار للحق والشرعية، واعتراف بالحقوق التاريخية للمغرب، لاسيما أنه صدر عن دولة كبرى، عضو دائم بمجلس الأمن، وفاعل مؤثر في الساحة الدولية.كما أنه يأتي لدعم الجهود المبذولة، في إطار الأمم المتحدة، لإرساء أسس مسار سياسي، يفضي إلى حل نهائي لهذه  القضية، في إطار السيادة المغربية.

            3 – على نفس المنحى، يؤكد الملك محمد السادس نصره الله، أن المغرب تمكن والحمد لله، من كسب اعتراف دول وازنة، ودائمة العضوية في مجلس الأمن، كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، مع الاعتزاز أيضا بمواقف الدول العربية والإفريقية الشقيقة، التي تساند، بكل وضوح والتزام، الوحدة الترابية للمملكة، لاسيما تلك التي فتحت قنصليات لها في العيون والداخلة. مع التذكير كذلك بموقف اسبانيا، الصديقة، المطلعة على خبايا هذا الملف، بما يحمله موقفها من دلالات سياسية وتاريخية عميقة، إضافة إلى أغلبية دول الاتحاد الأوروبي. و لكل هؤلاء الأصدقاء والشركاء، عبر جلالته عن  بالغ التقدير لمواقفهم المناصرة لقضية المغرب الأولى، مع الشكر أيضا، لكل الدول التي تتعامل اقتصاديا واستثماريا، مع الأقاليم الجنوبية للمملكة، كجزء لا يتجزأ من التراب الوطني.

               4 –  مكاسب جمة  تحققت على مسار التنمية، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي تشهدها الصحراء المغربية، وتعزز موقعها كمحور للتواصل والتبادل بين المغرب وعمقه الإفريقي. وتضعها في صلب المبادرات القارية الاستراتيجية، التي أطلقناها، كمشروع أنبوب الغاز المغرب – نيجيريا، ومبادرة الدول الإفريقية الأطلسية، إضافة إلى مبادرة تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي. كما توجه للبرلمانيين، مذكرا لهم بأنه رغم كل ما تحقق، فإن الجميع مطالب ببذل المزيد من التعبئة واليقظة، لمواصلة تعزيز موقف بلادنا، والتعريف بعدالة قضيتنا، والتصدي لمناورات الخصوم.

              5 – دعوة جلالة الملك، كل المؤسسات والهيآت الوطنية، الرسمية والحزبية والمدنية المعنية لبذل المزيد من الجهود لشرح أسس الموقف المغربي، للدول القليلة، التي ما زالت تسير ضد منطق الحق والتاريخ، لإقناعها، بالحجج والأدلة القانونية والسياسية والتاريخية والروحية، التي تؤكد شرعية مغربية الصحراء، داعيا إياها لتعزيز التنسيق بينها، بما يضفي النجاعة اللازمة على أدائها وتحركاتها، بما يستوجبه السياق. وهي المهام النبيلة والأدوار الوطنية اللمعتبرة للدبلوماسية الموازية في كل تجلياتها ؛ الحزبية والبرلمانية والمدنية والمواطنة في حشد المزيد من الدعم لمغربية الصحراء، ولتوسيع المؤازرة  لمبادرة الحكم الذاتي، كحل وحيد لهذا النزاع الإقليمي.

             6 – بلوغ هذه الأهداف الكبرى، دعا جلالة الملك محمد السادس  إلى المزيد من التنسيق بين مجلسي البرلمان بهذا الخصوص، ووضع هياكل داخلية ملائمة، بموارد بشرية مؤهلة، مع اعتماد معايير الكفاءة والاختصاص، في اختيار الوفود، سواء في اللقاءات الثنائية، أو في المحافل الجهوية والدولية.، مشيرا إلى أن ما تعرفه أقاليمنا الجنوبية من تنمية اقتصادية واجتماعية، تحققت بتضامن جميع المغاربة، وتضافر جهودهم، في سبيل ترسيخ الوحدة الوطنية والترابية.

           7 –  المغرب سيظل دائما حازما في موقفه، وفيا لنهج الانفتاح على محيطه المغاربي والجهوي، بما يساهم في تحقيق التنمية المشتركة، والأمن والاستقرار لشعوب المنطقة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد