محمد الفزازي رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ
هل سمعتم بحرب من طرف واحد؟
هل سمعتم بجانب يقتل ويأسر والجانب الآخر لم يُقتل منه أحد، ولم يُأسر منه أحد؟
الجانب الأول يُطلق الرصاص والصواريخ وقنابل المدفعية، والجانب الثاني لم يَرَ ولم يسمعْ شيئاً…
إنه إعلام دولة الكارتون (البوليساريو) في حربها على المملكة المغربية التي كانت أول دولة تعترف بالولايات المتحدة الأمريكية. إنه إعلام جمهورية الوهم في حربه على مملكة ضاربة جذورها في التاريخ. إنه إعلام آلاف من المرتزقة في مواجهة حوالي أربعين مليون نسمة. إعلام الخِيام والغبار والصحراء والفلاة في مقارَعة الرباط وطنجة والدار البيضاء وفاس ومراكش ووجدة ومكناس وأكدير وتطوان والناضور والعيون والداخلة و… إعلام لا شيء في مقابل دولة حقيقية. إعلام مَن يعتدي على النساء والشيوخ بالهراوات في ساحة باريس انتقاماً من حضورهم السلمي نصرةً لوحدة وطنهم من طنجة إلى لكويرة.
فلا عجب إذن مما يفعله إعلام الخيام والغبار من كذب وبهتان وتركيب صور ومقاطع فيديو ليوهِموا ساكنة تندوف المحبوسين من طرف الجيش الجزائري بقيام الحرب وبالنصر المبين لجبهة الهَواء والهُراء على واحد من أعتى جيوش إفريقيا تقنية وأهلية وتجربة قتالية تقُض مضجع جارة السوء.
ثمّ يأتي بعض الإعلاميين والمنشطين الجزائريين ليضيفوا إلى إعلام الخيام والغبار مساندةً “دونكيشوطية” يضحك منها الصبيان كقول أحد المعتوهين بأن الجيش الجزائري قادرٌ على احتلال الرباط في عشر دقائق فردّ عليه أحد نشطاء سوق الأربعاء الغرب بأننا سنكون قبل ذلك في الجزائر العاصمة في عشر ثوانٍ.
ما هذا؟
لنعُد إلى الجِدّ والجادّة، صحراؤنا هي صحراؤنا، والصحراويون في وطنهم مغاربةً أباً عن جدّ. أملنا أنْ يُفَكّ الحصار عن صحراويّي الخيام والغبار للعودة إلى صحراء العيون والداخلة وبوجدور والسمارة صحراء الازدهار والتقدم… وإن شاؤوا إلى مدن أخرى ومناطق أخرى من الوطن الشامخ على رغم أنف العجوز شنقريحة…