“خبز الدار ياكله البراني”.. ملعب الحارثي يفتح أبوابه في مباراة استعراضية!
المصطفى الوداي
ما كان مستحيلًا بالأمس أصبح واقعًا اليوم. ملعب الحارثي بمراكش، الذي ظلت أبوابه موصدة في وجه فريق الكوكب المراكشي، شهد فجأة استعدادًا وتأهيلًا على أعلى مستوى لاستضافة مقابلة استعراضية بمناسبة حفل توزيع جوائز “الكاف” في 16 يناير 2024. لكن السؤال الذي يفرض نفسه: لماذا لم تُهيأ نفس الظروف لاستقبال مباريات الكوكب المراكشي، الذي اضطر للتنقل إلى ملاعب الزمامرة وابن جرير؟
تبريرات الأمس كانت واضحة، على الأقل في ظاهرها: عدم جاهزية الملعب رغم تكلفة إعادة تأهيله التي بلغت 3 مليارات سنتيم، حساسية موقعه السياحي، وعدم قدرته على استيعاب جمهور الفريق. بل إن هاجس “أعمال الشغب” كان مبررًا إضافيًا لتعطيل فتح أبوابه ولو بدون جمهور.
غير أن هذه التبريرات تبددت فجأة، عندما تجندت كل الجهات المسؤولة لتجهيز الملعب في ظرف وجيز، وتوفير الأمن وتهيئة الظروف لاستقبال مباراة استعراضية واحدة. فهل تحتاج فرق مراكش إلى مناسبة “دولية” لتنال حقها في ملعبها التاريخي؟ أم أن الأولوية تُمنح فقط لـ”الزائرين” بينما يُترك الكوكب المراكشي وجمهوره على هامش الاهتمام؟
إن إعادة فتح ملعب الحارثي في وجه الكوكب المراكشي ليست مجرد مطلب رياضي؛ بل هو ضرورة تفرضها المسؤولية تجاه فريق المدينة الطامح إلى الصعود مجددًا إلى قسم الكبار. فبدل إرهاقه بمصاريف التنقل الأسبوعي، وتكبيد خزائنه أعباء مالية إضافية، أليس من الأجدر توفير نفس الظروف التي توفرت لمباراة الكاف؟ أم أن “خبز الدار يأكله البراني” ستظل قاعدة في تدبير الشأن الرياضي بمراكش؟!