ترامب يقلب الطاولة على أوكرانيا.. يوبّخ زيلينسكي علنًا ويهدد بقطع المساعدات العسكرية
هيئة تحرير دنا بريس
أثار المشهد غير المسبوق للمشادة الكلامية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه فانس من جهة، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من جهة أخرى، جدلًا واسعًا حول أسلوب ترامب في إدارة السياسة الدولية، حيث بدا المشهد وكأنه استعراض للهيمنة والغطرسة أكثر من كونه اجتماعًا دبلوماسيًا.
في سابقة لم تشهدها الرئاسة الأمريكية، طرح ترامب علنًا، وأمام وسائل الإعلام، قضية حساسة كأزمة الحرب الأوكرانية، في مشهد افتقر إلى الأعراف الدبلوماسية والبروتوكولات المعتادة. غير أن الأكثر إثارة للدهشة كان أسلوب نائب الرئيس، الذي خاطب زيلينسكي بطريقة فظة، مطالبًا إياه بإظهار “الامتنان والتقدير” للرئيس الأمريكي، في موقف اعتبره البعض انتقاصًا من سيادة أوكرانيا وكرامة رئيسها.
وتباينت ردود الفعل بين من يرى في ترامب زعيمًا مباشرًا، يتعامل بعقلية رجل الأعمال لإنجاز الملفات العالقة، وبين من يعتبره نموذجًا لسياسة الابتزاز، حيث بدا واضحًا أنه يسعى للتقليل من شأن زيلينسكي، متحدثًا عنه بتهكم، بل وصل الأمر إلى تهديده بقطع المساعدات العسكرية عن كييف، في مشهد ألقى بظلال من الشك على مستقبل الدعم الأمريكي للمجهود الحربي الأوكراني.
وعبثًا حاول زيلينسكي الدفاع عن موقفه، إلا أن فانس قاطعه بحدة، مما دفع الرئيس الأوكراني للرد بقوة، مطالبًا نائب الرئيس الأمريكي بخفض صوته، غير أن ترامب بدوره انحاز لنائبه، مستكملًا خطابه المتعالي. وبشكل مفاجئ، أنهى ترامب الاجتماع، طالبًا من زيلينسكي مغادرة البيت الأبيض، رغم رغبة الأخير في مواصلة المحادثات، كما ألغى المؤتمر الصحفي المشترك الذي كان مقررًا، ليترك العلاقات الأمريكية الأوكرانية في حالة من التوتر غير المسبوق.
وفي تعليق على الحادثة، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن زيلينسكي مرحب به في البيت الأبيض فقط “عندما يكون مستعدًا لصنع السلام ويأخذ المسألة بجدية”، في تصريح اعتبره مراقبون مؤشرًا على تحول جذري في موقف واشنطن من الملف الأوكراني، قد يحمل تداعيات كبرى على مستقبل زيلينسكي السياسي.