الروائية المغربية “كريمة أحداد” تشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب
هيئة تحرير دنا بريس
يشهد معرض القاهرة الدولي للكتاب مشاركة مغربية مميزة، وكعادة المرأة المغربية تكون في الصدارة والريادة في مختلف الميادين، تشارك الروائية المغربية “كريمة أحداد” بروايتها الأخيرة “المرة الأخرى” صادرة عن دار ” “المتوسط” عام 2024.
كريمة أحداد روائية وصحافية مغربية مقيمة بإسطنبول. وُلدت بمدينة الحسيمة شمال المغرب عام 1993. عمِلت في مجال الصحافة المكتوبة والرقمية داخل وخارج المغرب منذ عام 2014 حاصلة على الإجازة في الإعلام والاتصال من المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط عام 2014، وعلى ماستر في الاتصال السياسي من نفس المعهد عام 2017.
الإصدارات:
ـ نزيف آخر الحلم: مجموعة قصصية حاصلة على جائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب عام 2015.
ـ بنات الصبّار: رواية صادرة عن دار الفنك للنشر عام 2018، وحاصلة على جائزة محمد زفزاف للرواية عام 2019. وهي الآن قيد الترجمة إلى اللغة الإنجليزية
ـ حلمٌ تركي: رواية صادرة عن المركز الثقافي العربي عام 2021.
ـ المرأة الأخرى: صادرة عن منشورات المتوسط في ميلانو عام 2024.
تقول كريمة أحداد عن النساء وشخصيات رواياتها، في حوار سابق للقدس العربي اللندنية، “النساءُ هنّ الشخصيات المحورية في أعمالي الروائية الثلاثة، شهرزاد في المرأة الأخرى، وإيمان في حلم تُركيّ، ولويزا وصونيا وشاديا وأخريات في بنات الصبّار. يسحرُني عالم النساء بشكلٍ كبير، كونه ما يزال مكاناً غريباً يحتوي أقبيةً سرّية ومناطق مظلمة أظنّ أن الأدب لم يتطرّق لها بشكلٍ كافٍ، بالإضافة إلى ذلك، لديّ إيمانٌ عميقٌ بأنّ ثمة تجاربَ وعواطف نسائية تُتقِن النساء التعبير عنها بشكلٍ أفضل. أجدُ أنه من المدهش حقاً أنّ الكاتباتِ دائماً ما يُسأَلن عن جعل النساء، أو مواضيع تتعلق بحياة النساء، محاور لكتاباتهنّ، في الوقتِ الذي لا يُسأَل فيه الكتّابُ الذكورُ عن جنس شخوصهم. أرى أننا ما نزال في حاجةٍ لأعمال تكتبها نساء، ليس في الأدب فقط، بل في الفلسفة والعلوم الإنسانية أيضا. كتابةُ النساء عن العالم وعن أنفسهنّ مقاومةٌ للنظرة الأحادية التي تشكّلت لزمنٍ طويل عن عالمنا والأشياء من حولنا، وإعادةُ صوغٍ للسرديات المجتمعية عن النساء، إضافة إلى ذلك، أؤمن أنّ خلق شخصياتٍ نسائية معقّدة ومتعددة الأبعاد هو تكسيرٌ للصور النمطية التي تكوّنت عنهنّ عبر التاريخ”.
وتصف كريمة روايتها الأخيرة”المرأة الأخرى” بالإنجاز الكبير الذي عملت عليه بحب وشغف وجهد كبير “إنجازي الكبير في سنة 2024. اشتغلتُ على الرواية بحبٍّ وصبر طيلة سنتين، ومنحتُها جهدي ووقتي وقوتي كما لم أفعل مع أي رواية من قبل. هي عالمٌ من الخيال الذي يمتح مادته من تجارب حياتية حقيقية أحسب أن كلّ امرأة خبِرت شيئاً منها وتعرفها حقّ المعرفة”.
وفي حوار سابق، اكتوبر 2024، على موقع “هنا” وبسؤال كريمة حول روايتها “المرأة الأخرى”وشخصية “شهرزاد” التي كانت تحلم بأن تكون كاتبة ويواجهها عقبات وتحديات
قالت أحداد “تقدّم روايتي الأخيرة “المرأة الأخرى”، من خلال تجربة “شهرزاد”، بعض الصور عن الفساد المستشري في الأوساط الأدبية والثقافية، مثل النفاق، والرداءة، والاعتبارات التجارية في عالم النشر، ونظرة الاحتقار للكاتبات الإناث وكتاباتهنّ… نرى بوضوح كيف يقف هذا الفساد الجاثم على المشهد العامّ في وجه حلمِ “شهرزاد” في أن تصبح كاتبة، وكيف حوّل شغفها إلى إحباط كبير”.
مضيفة “شهرزاد” ليست إلا نموذجاً لمعاناة كثيرٍ من المبدعين الشباب في العالم، فكثيرون لم تُمنَح لهم الفرصة لإبراز أقلامهم وكتاباتهم، وآخرون لم يؤخذوا على محمل الجِدّ نظراً لأنهم أسماء غير معروفة. أظنني كنتُ محظوظة لأنني صادفتُ أشخاصاً شجّعوني واحتضنوا كتاباتي وأنا ما أزال في سنّ صغيرة، منهم كُتّابٌ كبار قرؤوا نصوصي بمحبّة واحترام ولم يتوانَوا عن تقديم آرائهم وملاحظاتهم ودعمهم”.
“للأسف الشديد، ما يزال البعضُ في المشهد الثقافي، ومنهم ناشرون وكتّاب ونقّاد وصحافيون، ينظرون إلى النساء الكاتبات، وخاصّةً الشاباتِ منهنّ، باستخفاف، ويستصغرون كتاباتهنّ وأفكارهنّ. نحنُ نعيش في مجتمعٍ لا يحترم النساء فكرياً ولا يأخذهنّ على محمل الجدّ حين يتعلّق الأمر بالتفكير وإنتاج أعمال فكرية. وفي عالم الثقافة والأدب، هناك تمييز بين الروائيات الإناث والروائيين الذكور، إذ يُنظَر إلى الروائيين على أنهم روائيون فقط، بينما تُعامَل الروائيات على أنهنّ “نساء” أولاً، قبل أن يكُنّ روائيات”.