الرائدة في صحافة الموبايل

أصالة نصري تشعل مسرح قرطاج الدولي بختام الدورة الثامنة والخمسين

في عودة مفعمة بالعاطفة والتفاصيل، تألقت ابنة دمشق الفنانة أصالة نصري على مسرح قرطاج الروماني ليلة السبت الموافق ل17 غشت 2024، بختام للدورة الثامنة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي، في حفل استثنائي عكس عمق علاقاتها مع جمهورها وتاريخها الفني.

بعد غياب دام عقداً من الزمن، تجمع جمهور هائل منذ الساعة الثانية بعد الظهر أمام المسرح الروماني، حاملاً المظلات ومتحملاً حرارة الصيف، في انتظار لحظة عودتها. وبمجرد أن صعدت أصالة إلى خشبة المسرح في الساعة العاشرة مساءً، تملّك الحضور حالة من الحماس الغامر، حيث ارتفعت هواتفهم المحمولة مبددة السحب المتفرقة في سماء قرطاج، مجسدةً لحظة مفعمة بالذكريات واللحظات المشرقة.

بدأت أصالة العرض بأغنية “أكثر من الي أنا بحلم بيه”، متألقة بصوت قوي ومليء بالعاطفة، بينما رافقتها فرقة موسيقية تضم 36 عازفاً بقيادة المايسترو مصطفى حلمي. وبدت السهرة وكأنها احتفالية لا تشبه سواها، حيث غنت أصالة بعمق وتفاني، ما جعل الجمهور يتفاعل بقوة مع كل أغنية، حتى تلك التي اعتبرتها أصالة صعبة مثل “يا مجنون”.

تحدثت أصالة عن مشاعرها تجاه مسرح قرطاج، قائلة إن العودة إلى هذا الركح العريق كانت تجربة تفوق الوصف. وقدمت أصالة مجموعة متنوعة من الأغاني التي عبرت عن مزيج من المشاعر، بدءاً من “بعدك عني” و”بنت أكابر”، وصولاً إلى “تونس الخضراء” التي غنتها بإيقاع أغنية “مانجا” لعدم كفاية الوقت لتلحينها. كان الحفل بمثابة رحلة موسيقية بين الألحان الرائعة والتعبيرات الفنية المليئة بالعاطفة.

كان هناك أيضًا تفاعل لافت مع الأغاني التي تجمع بين اللهجات السورية والمصرية والخليجية والتونسية، مما أعطى الحفل طابعاً عابراً للثقافات، فقد أبرزت أصالة بوضوح عمق ارتباطها بالقضايا العربية من خلال غناء “فلسطين عربية”، حيث ارتفعت الأعلام الفلسطينية والتونسية على الشاشة العملاقة، تجسيداً لروح التضامن والدعم المستمر.

في ختام الحفل، وعلى الرغم من طول السهرة، أهدت أصالة الصحفيين مقاطع من أغنية “شكرا” التي غنتها بدون مصاحبة موسيقية، مُظهرة مرة أخرى قوة وعذوبة صوتها الذي استمر في التألق حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل.

اختتام الدورة الثامنة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي بهذه السهرة الرائعة كتب سطراً جديداً في تاريخ المهرجان، معززاً مكانته كحدث ثقافي بارز يقدم تجارب فنية تنبض بالحياة والشغف.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد