الرائدة في صحافة الموبايل

مع الشابل.. حين يهمهم الصغار، تلميذة تسأل معلمها “هل خذل العرب والمسلمون فلسطين؟!”


يحكى والعهدة على من حكى:
في إحدى أنشطة الحياة المدرسية الموازية، التقى صدفة تلميذته النجيبة هاجر، وكان ذلك على هامش بعض الفعاليات التي تحتفي بالنجباء، وبنهاية الموسم الدراسي، بعد التحية والسلام، وبعد تردد شديد، استجمعت أنفاسها المتقطعة، وبادرت وهي المعروفة دوما بين صفوف الأساتذة، أنها المتعلمة الملحاحة، وتطرح الكثير من الأسئلة، قالت بنبرة حزن ظاهرة وهي المفروض فيها سعيدة بنحاحها وفلاحها:
-هل لي بسؤال يا أستاذ؟
وافق على الفور، وقال لها كما العادة:
– طبعا تفضلي، فجاء السؤال كالأتي:
– هل خذل العرب والمسلمون أهلنا في غ…زة؟
هل سيحاسب البسطاء لأنهم لم يقدموا يد العون فيما يجري هناك؟
وقف لبرهة حائرا متسمرا في مكانه، ولم يدر ما يقول… إلا أنه أجاب:
– لا بالقطع يا بنيتي… إننا نحن (العرب والمسلمون) نفعل ما بوسعنا، لكن؛ في سرية تامة لأن الحرب خدعة..!!
ولذلك؛ فالمقاومة صامدة لأكثر من 282 يوما من الحرب والقتال…!!
وهل تعلمين بنيتي سر هذا الصمود الملحمي رغم الجوع والق..تل والخراب، وغياب المدد؟
حملقت هاجر في وجهه مطولا… فأجابها بثقة هذه المرة:
– إنهم أصحاب حق وعلى حق، وأصحاب قضية عادلة، وبدعوات البسطاء من أمثالك يا هاجر ومن كل أحرار العالم، هم صامدون، مرابطون…
بنيتي! الإسلام والمسلمون على مر العصور، دعاة سلم وسلام لا دعاة حرب ودمار، نعم للعيش المشترك بين مختلف الأمم لكن؛ بكرامة!.
ابتسم في وجه تلميذته، وفي قرارة نفسه إحساس، أنها لم تقتنع، كما لم تقتنع بكروية الأرض وأصل العالم صدمة… وأن كرة الثلج تواصل التدحرج.. بل أيقن ان الأجيال القادمة لن تنسى المسجد الأقصى وفلس..طين، مهما طال الزمن وبعدت المسافات، ستظل حاضرة في الوجدان والضمير الجمعي.
حميد الشابل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد