نتنياهو يلوّح بالتدخل في ريف دمشق بذريعة حماية الدروز.. وغضب سوري وعربي يتصاعد!
هيئة تحرير دنا بريس
إلى أي مدى يمكن لإسرائيل أن تواصل تدخلها في الشأن السوري؟ وهل تأتي تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة كمقدمة لتحركات عسكرية جديدة؟ أسئلة تطرح نفسها بقوة بعدما أصدر نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت توجيهات للجيش الإسرائيلي بالاستعداد للتدخل في منطقة جرمانا، ذات الأغلبية الدرزية، بحجة “حمايتها” من تهديدات مزعومة.
جاء ذلك في بيان رسمي صادر عن مكتبي نتنياهو ووزير الدفاع، نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت، وجاء فيه: “لن نسمح للنظام الإرهابي للإسلام المتطرف في سوريا بإلحاق الأذى بالدروز.. إذا أساء النظام إليهم، فسوف نؤذيه”، في إشارة إلى الحكومة السورية، التي حمّلتها إسرائيل مسؤولية استهداف الأقلية الدرزية.
واللافت في البيان؛ الإشارة إلى “نظام أبو محمد الجولاني”، في خلط غير مسبوق بين الحكومة السورية وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا)، ما يعكس اضطراب الرواية الإسرائيلية ومحاولتها توظيف الملف السوري لخدمة أجنداتها التوسعية.
وقد أثارت التصريحات الإسرائيلية ردود فعل غاضبة في الداخل السوري وعلى المستوى العربي. فمنذ الجمعة الماضي، خرجت مظاهرات حاشدة في جرمانا وعدة مدن سورية رفضًا للتهديدات الإسرائيلية، في مشهد أعاد إلى الأذهان الاصطفاف الشعبي في مواجهة أي مساس بالسيادة السورية.
في السياق ذاته، سارعت الدول العربية إلى إدانة تصريحات نتنياهو، مؤكدة رفضها لأي تدخل إسرائيلي في سوريا تحت أي ذريعة. حيث شدد المؤتمر الوطني للوحدة، الذي انعقد في دمشق، على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ورفض أي محاولات لاستغلال مكونات المجتمع السوري لتنفيذ مخططات التقسيم.
وبحسب محللين، فإن إثارة نتنياهو لقضية الدروز ليست جديدة، إذ لطالما سعت إسرائيل إلى استخدام علاقتها ببعض الدروز داخلها – حيث يخدم عدد منهم في جيشها – كذريعة للتدخل في شؤون المنطقة. لكن الهدف الحقيقي، وفق المراقبين، قد يكون أكبر من مجرد “حماية أقلية”، بل ربما يندرج ضمن مساعٍ لتكريس وجود إسرائيل في الجنوب السوري وإحداث تغييرات ديمغرافية تعزز مخطط تقسيم البلاد.
في ظل هذا التصعيد، يبقى السؤال مطروحا: هل تتحول التهديدات الإسرائيلية إلى خطوة عسكرية فعلية، أم أن الغضب السوري والعربي سيكون كفيلًا بفرملة أي مغامرة محتملة؟