نادية الصبار – دنا بريس
لكل والج إلى قلاع الطين وحدائق النخيل “زاكورة “، تستوقفه اللافتة الشهيرة “تمبوكتو 52 يوماً”، فهي ليست لافتة للتشوير الطرقي، بل تحكي قصة زاكورة التي كانت تشكل ملتقى للقوافل العابرة للصحراء، وترمز لتاريخ حافل لعبت فيه زاكورة دوراً محورياً كمحطة رئيسية في شبكة التجارة التي ربطت شمال إفريقيا بجنوبها.
ففي القرن السادس عشر، عرفت زاكورة أوجها وتوهجها مع أحمد المنصور الذهبي، وصارت ملتقى للقوافل العابرة للصحراء المحملة بالذهب والملح والزاد والعدة والعتاد. فعلى امتداد الطريق الشهير درعة-تاغازا-تمبوكتو، كانت زاكورة محطة للتزود وأداء رسوم المرور، مما أكسبها مكانة اقتصادية بارزة.
واليوم، تستعيد زاكورة مع أبنائها البررة الغيورين على تاريخ المدينة وتراثها، هذا الدور الريادي من خلال احتضانها للقوافل، الفنية هذه المرة العابرة للصحراء والعالم، وذلك من خلال فعاليات المهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء، والذي صار منارة ثقافية تشهد عليها التسخ السابقة وأما النسخة النسخة الحالية “الثامنة عشرة” فتبصم بالعشرة!
الدورة الحالية؛ والتي ستنطلق بين 9 و13 ديسمبر الجاري، كتقليد سنوي يربط بين السينما والتراث ويعزز مكانة زاكورة كمحطة ثقافية عالمية، ستشهد تكريماً خاصاً لعالم الحفريات والباحث المرموق عبد الجليل بوزوكار، ابن منطقة تمكروت بزاكورة، الذي منحته إدارة المهرجان الرئاسة الشرفية.
وهكذا؛ يسلط المهرجان الضوء على الكفاءات المغربية المتميزة، فالمحتفى به حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة بوردو الأولى في فرنسا، يشغل منصب مدير المعهد الوطني للآثار وعلوم التراث، وهو عضو في اللجنة العلمية الدولية لمتحف ما قبل التاريخ للصخرة. وله العديد من المساهمات في البحث الأثري ودراساته حول عصور ما قبل التاريخ جعلته رمزاً من رموز العلم في المغرب.
جدير بالذكر أن المهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء؛ يجمع بين عراقة زاكورة كملتقى للقوافل العابرة للصحراء ودورها الحديث كجسر ثقافي عالمي. وبهذا المزج بين التاريخ والسينما، يؤكد المهرجان مرة أخرى أن زاكورة ليست فقط بوابة الصحراء، بل بوابة الفن والتراث الذي يعبر حدود الزمان والمكان.