المغرب وإسبانيا يعيدان إحياء مشروع النفق البحري بين القارتين
هيئة تحرير دنا بريس
عاد مشروع النفق البحري بين المغرب وإسبانيا إلى الواجهة مجددًا، في خطوة تهدف إلى ربط القارتين الإفريقية والأوروبية عبر مضيق جبل طارق، وذلك بعد سلسلة من الدراسات الهندسية والاقتصادية التي تسعى إلى تقييم جدواه التقنية وتأثيراته البيئية.
المشروع الذي يُقترح أن يعتمد على القطارات فائقة السرعة سيختصر زمن الرحلة بين البلدين إلى أقل من 30 دقيقة، وهو ما يعزز التبادل التجاري وحركة الأفراد بين الضفتين. وفي هذا السياق، خصصت الحكومة الإسبانية ميزانية تجاوزت 480 ألف يورو في نوفمبر الماضي لتمويل أبحاث جيولوجية متقدمة وقياس النشاط الزلزالي في المنطقة.
تتضمن التصورات الهندسية للنفق إنشاء ثلاثة أنفاق بطول إجمالي 42 كيلومترًا، منها 27.7 كيلومترًا تحت مياه المضيق، وذلك وفق تقارير متخصصة في المجال البحري والهندسي. ويستلهم المشروع تقنيات البناء المستخدمة في نفق المانش الذي يربط فرنسا وبريطانيا، غير أن تضاريس مضيق جبل طارق تطرح تحديات جيولوجية أكثر تعقيدًا بسبب طبيعة التربة وحركية الصفائح التكتونية.
هذا وياتي إحياء المشروع بعد اجتماع اللجنة المغربية الإسبانية المشتركة، الذي انعقد مؤخرًا بعد انقطاع دام 14 عامًا، حيث أعرب الجانبان عن عزمهما المضي قدمًا في تنفيذه، خاصة مع تزايد الحاجة إلى ربط قاري يعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وتعود فكرة المشروع إلى عام 1979، لكن العقبات الجيولوجية والتقنية حالت دون تحقيقه، فيما تأمل الدراسات الحالية في تذليل هذه التحديات تمهيدًا لإنجازه قبل كأس العالم 2030، الذي سيستضيفه المغرب وإسبانيا والبرتغال.