الرباط تستضيف المنتدى الثاني لرؤساء لجان الشؤون الخارجية بالبرلمانات الإفريقية
محمد سعد
استضافت العاصمة المغربية الرباط فعاليات المنتدى الثاني لرؤساء لجان الشؤون الخارجية بالبرلمانات الإفريقية، والذي ينعقد على مدار يومين، برئاسة راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب المغربي، بحضور وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ورئيسة لجنة الخارجية والدفاع الوطني في مجلس النواب، سلمى بنعزيز، ورؤساء البرلمانات الإفريقية.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد رئيس مجلس النواب المغربي، راشيد الطالبي العلمي، أن إفريقيا قادرة على تحقيق نهضتها إذا تمكنت من توحيد رؤاها وتجاوز العوامل التي تعيق تقدمها، مشيرًا إلى أن التحديات التي تواجه القارة، رغم الإنجازات المحققة، لا تزال قائمة، وخاصة النزاعات الداخلية، والتغيرات المناخية، والتحديات الاقتصادية.
وأشار العلمي إلى أن القارة الإفريقية، ورغم السياق الدولي الصعب، ستسجل معدل نمو يصل إلى 4.3% عام 2025، مع تجاوز 24 دولة إفريقية معدل نمو 5%، إلا أن العقبات الاقتصادية والبيئية لا تزال تشكل عائقًا أمام الإقلاع الاقتصادي المنشود.
وشدد على أن التكامل الإفريقي، والاستثمار في الموارد الطبيعية والبشرية، وتعزيز التعاون البرلماني والسياسي، يعد السبيل الأمثل لمواجهة التحديات الراهنة، مشيدًا بمبادرات المغرب في دعم التنمية والاستقرار في القارة، بما في ذلك مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، ومبادرات تمكين دول الساحل الإفريقي من الولوج إلى المحيط الأطلسي.
واختتم العلمي بالتأكيد على أن إفريقيا مطالبة اليوم بأن تثق في إمكاناتها وتأخذ مصيرها بيدها، لتحقيق التنمية والاستقرار، وتعزيز مكانتها في النظام الدولي.

إفريقيا والسياسة الخارجية للمغرب
وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن إفريقيا تحتل مكانة متقدمة في السياسة الخارجية للمغرب، وفق رؤية الملك محمد السادس، التي تقوم على التعاون جنوب-جنوب، وتعزيز التنمية المستدامة، وترسيخ الأمن والاستقرار في القارة.
جاء ذلك خلال كلمته في المنتدى الثاني لرؤساء لجان الشؤون الخارجية في البرلمانات الإفريقية، الذي عقد اليوم الخميس بمقر البرلمان المغربي، بحضور رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، ورئيسة لجنة الخارجية والدفاع الوطني، سلمى بنعزيز، إلى جانب عدد من السفراء والبرلمانيين الأفارقة.
وأشار بوريطة إلى أن التحديات التي تواجه القارة، مثل ضعف البنية التحتية، ونقص التمويل، وغياب التكامل الاقتصادي، تتطلب مقاربات إفريقية خالصة تستند إلى الحوار والوساطة، داعيًا البرلمانيين إلى مواكبة الحكومات في تنفيذ الإصلاحات وتعزيز التعاون القاري.
كما شدد على التزام المغرب بمواصلة دعم القارة من خلال مشاريع استراتيجية كبرى، أبرزها مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، والاستثمارات في الأمن الغذائي عبر المكتب الشريف للفوسفات، والمبادرات التنموية في منطقة الساحل والمحيط الأطلسي.
وأكد على أهمية تعزيز العمل البرلماني الإفريقي المشترك لمواجهة التحديات وتحقيق نهضة القارة في ظل التحولات الدولية المتسارعة.
البرلمانات الإفريقية ودورها في تعزيز السلم
وأكدت سلمى بنعزيز، رئيسة لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية بمجلس النواب المغربي، أن البرلمانات الإفريقية تلعب دورًا محوريًا في تعزيز السلم والاستقرار والتنمية داخل القارة، من خلال سنّ التشريعات الداعمة للسلام، ومواكبة تنفيذ الاتفاقيات القارية، وتعزيز التعاون البرلماني المشترك.
جاء ذلك خلال كلمتها في المنتدى الثاني لرؤساء لجان الشؤون الخارجية في البرلمانات الإفريقية، المنعقد اليوم بمقر البرلمان المغربي، بحضور عدد من رؤساء البرلمانات الإفريقية، وسفراء وبرلمانيين من مختلف الدول.
وأوضحت بنعزيز أن تحقيق الأمن والاستقرار في القارة لا يمكن أن يتم بمعزل عن التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيرة إلى أن البرلمانيين يقع على عاتقهم مسؤولية دعم السياسات العمومية الشاملة، وتعزيز التشريعات التي تكرّس الإدماج الاجتماعي، وتحفّز الاستثمار، وتفتح آفاق التعاون بين الدول الإفريقية.
وشدّدت على أن المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، يواصل التزامه تجاه القارة الإفريقية، عبر تعزيز التعاون جنوب-جنوب، ودعم مشاريع كبرى مثل أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب، والاستثمارات في قطاع الفوسفات لتعزيز الأمن الغذائي الإفريقي، والمبادرات التنموية والاجتماعية.
كما دعت بنعزيز إلى تعزيز دور الدبلوماسية البرلمانية كآلية لحل النزاعات من خلال الحوار والوساطة، والاستفادة من تجربة المغرب في تعزيز الاستقرار ودعم التنمية بالقارة، مؤكدة أن المنتدى يمثل فرصة لتعميق التشاور وتنسيق الجهود من أجل مستقبل أكثر ازدهارًا واستقرارًا لإفريقيا.
وأكدت أن تحقيق الاندماج الاقتصادي في القارة الإفريقية يتطلب تجاوز عدد من العقبات الكبرى، من بينها تطوير البنية التحتية، وتوفير التمويل الكافي للمشاريع الإقليمية، وإزالة العراقيل الإدارية التي تحد من التعاون الاقتصادي بين الدول الإفريقية.
وأضافت بنعزيز أن البرلمانيين الأفارقة يضطلعون بدور محوري في مواكبة الحكومات لتنفيذ الإصلاحات الضرورية، ومواءمة التشريعات بما ينسجم مع الالتزامات القارية، لضمان تحقيق تكامل اقتصادي مستدام وفعال.
وأشارت إلى أن منتدى رؤساء لجان الشؤون الخارجية في البرلمانات الإفريقية ليس مجرد فضاء للنقاش، بل هو آلية للعمل المشترك، ومنبر لتوحيد الرؤى، وصياغة حلول مبتكرة لمستقبل القارة. وأكدت أن تكاتف الجهود البرلمانية من شأنه تعزيز قدرة الدول الإفريقية على مواجهة التحديات المشتركة، وترسيخ أسس قارة أكثر استقرارًا وازدهارًا.
كما شدّدت بنعزيز على أن التزام المغرب تجاه هذا المنتدى يعكس قناعته الراسخة بقدرة إفريقيا على رسم مسارها بنفسها، وأن الحلول لأزماتها يجب أن تنبع من داخلها، مؤكدة أن المملكة المغربية، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تظل مستعدة للعمل جنبًا إلى جنب مع الدول الإفريقية لتعزيز السلام والأمن والتنمية المستدامة في القارة.
وقالت: “فلنجعل من تعاوننا البرلماني رافعة قوية للوساطة والدبلوماسية والتحول الإيجابي، خدمة لشعوبنا ومستقبل أجيالنا”.