هيئة تحرير دنا بريس
دأب نظام الكابرانات على شق الصف وبث الفرقة في المنطقة والوقيعة بين المغرب وجيرانه، ومنهم موريتانيا، ولكن الأمور بدأت تنفلت الآن وينقلب السحر على الساحر بعد انخراط موريتانيا بدينامية كبيرة في علاقات مع المغرب بفضل السياسة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
فقد نشرت وسائل إعلام محلية وعربية تقارير عن توقيع المغرب وموريتانيا اتفاقية لتنفيذ الربط الكهربائي والاستفادة من شبكات الكهرباء واستغلال موارد الطاقات المتجددة في البلدين.
ويشكل هذا الاتفاق ضربة مزدوجة للكابرانات، الذين يزداد غضبهم من تقارب نواكشوط والرباط، خاصة بعد زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني لجلالة الملك محمد السادس أواخر العام الماضي. وما تلا الزيارة من تعاون وثيق بين البلدين في عدة مجالات، من بينها النقل والطاقة، وهو ما أثار حفيظة الكابرانات، الذين يتوجسون من احتمال امتداد هذا التعاون ليشمل ملف الصحراء المغربية. وقد سبق لهم، إلى جانب عصابة البوليساريو، أن هددوا موريتانيا بالتدخل العسكري.
وفي المقابل، تتصاعد في موريتانيا أصوات منددة بتدخلات الكابرانات في الشأن الداخلي للبلاد، معبرة عن رفضها لهذه الممارسات.
هذا من جانب ومن جانب آخر، يحاول الكابرانات تسويق أنفسهم كقطب الطاقة الأول في المنطقة، وهذا الاتفاق يسحب البساط من تحت أقدامهم، حيث اعتمد الكابرانات استخدام الطاقة كسلاح سياسي وورقة ضغط.
ويأتي مشروع الربط الكهربائي بين موريتانيا والمغرب، في إطار المبادرة المغربية الأطلسية الرامية إلى تعزيز العلاقات الإفريقية (جنوب – جنوب)، وتعد خطوة لتعزيز موثوقية الشبكات الكهربائية للبلدين وتحسين أدائها وفتح آفاق للتبادل الطاقي بين البلدين وبين أوروبا وغرب إفريقيا في إطار تجمع الطاقة لغرب إفريقيا.
جدير بالذكر أن السيد طارق همان، المدير العام للمكتب الوطني المغربي للكهرباء والماء والمدير العام للشركة الموريتانية للكهرباء سالم محمد العابد، قد وقعا الاتفاقية في العاصمة الموريتانية “نواكشوط”.