الإمارات تشارك في الذكرى الـ80 لمؤتمر بريتون وودز وتؤكد على تعزيز التعاون لدعم الاقتصاد العالمي
هيئة تحرير دنا بريس
شاركت وزارة المالية الإماراتية في الملتقى الذي نظمه صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي في بريتون وودز، نيو هامبشاير، بالولايات المتحدة الأمريكية يومي 26 و27 سبتمبر/أيلول، وذلك بمناسبة الذكرى الـ80 لمؤتمر بريتون وودز. و ترأس وفد دولة الإمارات محمد بن هادي الحسيني، وزير دولة للشؤون المالية
ونقلا عن وكالة أنباء الإمارات – وام؛ أن الخلوة ركزت على بحث المسارات المحتملة للاقتصاد العالمي خلال العقود المقبلة.
ناقش المشاركون، ومن بينهم أجاي بانغا، رئيس مجموعة البنك الدولي، وكريستالينا غورغيفا، المدير العام لصندوق النقد الدولي، في الجلسة الافتتاحية تحت عنوان “عالم متقدم أم عالم متراجع”، المسارين المحتملين للاقتصاد العالمي (التفاؤلي والتشاؤمي).
وأكد المجتمعون على ضرورة تعزيز التعاون الدولي لدعم النمو الاقتصادي العالمي في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وتزايد سياسات الحمائية التي قد تؤدي إلى تباطؤ النمو، لا سيما في الاقتصادات النامية، وفقًا لما ذكرته “العين الإخبارية”.
وتضمنت الخلوة جلسات متعددة على مدى يومين، أبرزها جلسة بعنوان “استعادة الطموح” التي ناقشت الخطط المستقبلية الدولية خلال الـ 20 إلى 30 عامًا القادمة، ودورها في تعزيز الاستقرار الاقتصادي العالمي، مع استعراض الدروس المستفادة منذ المؤتمر التأسيسي عام 1944.
وفي سياق متصل، تم خلال جلسة “واجهة التحدي” تقييم مدى نجاح صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في مواءمة أدوارهما مع الاحتياجات المالية والإنمائية العالمية. وناقشت الجلسة أيضًا آليات تكييف الأدوات والبرامج والشراكات لمعالجة التحديات الناشئة مثل تغير المناخ، والتركيز على القضايا التي تستحق المزيد من البحث، بما فيها الطموحات الصحية، وفقًا لما ذكرته وكالة أنباء الإمارات.
يُذكر أن مؤتمر “بريتون وودز” هو من وضع قواعد النظام المالي العالمي الحديث، وأدى إلى إنشاء صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي.
مؤتمر بريتون وودز: انعقد في يوليو 1944 في مدينة بريتون وودز بولاية نيو هامبشاير، الولايات المتحدة الأمريكية، بمشاركة 44 دولة، وكان الهدف منه وضع إطار اقتصادي عالمي جديد بعد الحرب العالمية الثانية.
ركز المؤتمر على تجنب تكرار الكساد الاقتصادي الذي شهدته فترة ما بين الحربين، وتأسيس نظام مالي يحقق الاستقرار الاقتصادي العالمي. من أبرز النتائج التي تمخضت عن المؤتمر كانت إنشاء صندوق النقد الدولي (IMF) لتعزيز الاستقرار المالي من خلال مراقبة أسعار الصرف وتقديم المساعدات المالية للدول المتعثرة، وإنشاء البنك الدولي لدعم إعادة الإعمار والتنمية في الدول المتضررة من الحرب.
كما تم اعتماد نظام أسعار الصرف الثابتة الذي ربط العملات بالدولار الأمريكي، والذي كان بدوره مرتبطاً بالذهب، في خطوة تهدف لتحقيق استقرار طويل الأمد في النظام النقدي العالمي.
ساهم النظام الذي أسسه بريتون وودز في تعزيز التعاون المالي بين الدول وتحفيز النمو الاقتصادي في فترة ما بعد الحرب، إلا أن نظام أسعار الصرف الثابتة انهار في أوائل السبعينيات عندما تم التخلي عن ربط الدولار بالذهب.
وعلى الرغم ذلك، لا تزال المؤسسات التي وُلدت من بين ظهراني المؤتمر، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، تلعب أدواراً رئيسية في إدارة الشؤون المالية العالمية.
وجهت الدول النامية الكثير من الانتقادات لهذه المؤسسات، والتي ترى أن سياساتها تعزز الهيمنة الاقتصادية للدول العظمى، ومع ذلك يبقى مؤتمر بريتون وودز نقطة محورية في تشكيل النظام المالي العالمي الحديث الذي ساهم في تحقيق استقرار نسبي للاقتصاد العالمي في النصف الثاني من القرن العشرين.