الرائدة في صحافة الموبايل

تمديد اعتقال دوروف مؤسس “تلغرام” يفضح ازدواجية الغرب في اللعب على الحبلين

أثار إعلان مكتب المدعي العام في باريس في قضية مؤسس “تلغرام” الروسي بافل دوروف، الذي تم توقيفه في المطار للتحقيق معه في جرائم إلكترونية، حالة من الجدل حول طبيعة هذه الجرائم من جانب، وحول تعامل الغرب بازدواجية المعايير والكيل بمكيالين.. معايير حرية التعبير وحرية الوصول إلى المعلومات.

يرى كثير من الخبراء في مجال تكنولوجيا المعلومات أن توقيف دوروف له أبعاد سياسية واقتصادية. من حيث كونه روسي الجنسية، ومعلوم للجميع الصراع الدائر بين روسيا والغرب، والذي تذكي ناره حرب أوكرانيا، ويبدو أن الولايات المتحدة وحلف الناتو يقفان خلف هذا التوقيف.

كما أن هناك جانب لا يمكن إغفاله، وهو هيمنة الشركات الغربية الرأسمالية العملاقة على سوق الانترنت وتكنولوجيا المعلومات.

وبالتالي لا يمكن أن تسمح الولايات المتحدة صاحبة الشركات العملاقة مثل ميتا، مالكة فيسبوك وواتس آب وانستغرام، وجوجل ومايكروسوفت وغيرها، بالإضافة إلى شركات من دول غربية حليفة تسيطر على العالم وتحرك سياسته وتتحكم في اقتصاده من خلال هذه الأدوات الفاعلة بالمنافسة.

والمنافسة في هذا المجال ليست على أرباح الشركات والمواقع والتطبيقات، بل تخص أمورا استخباراتية من جانب، وتمثل فرض هوية ثقافية واجتماعية ونمط حياة خاص بصراع الثقافات والحضارات والهويات.

ويمكن ضرب مثالين على هذا التنافس، أولاً ما قام به ترامب مع هواوي عملاق التكنولوجيا الصيني وحرمانه من نظام أندرويد.

المثال الثاني حجب تطبيق “تيك توك” الصيني داخل الولايات المتحدة. وحتى حالة دوروف ليست الأولى بل هناك سوابق لتوقيف شخصيات ذات صلة مثل جوليان أسانج.

ومن المثير للإعجاب في تيلغرام أن سياسته أكثر عدالة وانفتاحا من منصات ميتا، وحتى اكس، ولو وضعناه في مقارنة فإنه يتفوق بإتاحة الاستخدام للجميع، ولا يتدخل لفرض سياسة معينة أو توجه معين أو حتى رأي المدير التنفيذي.

ولو أخذنا بعين الاعتبار القضية الفلسطينية وحرية المعلومات وحرية التعبير بشأنها فإننا نجد انحيازا كاملا من فيسبوك وانستغرام في وقف المحتوى وإغلاق الصفحات المناصرة أو المؤيدة لفلسطين عموما وغزة خصوصا، مما يثير حفيظة العرب والمسلمين وكل المناصرين للقضية الفلسطينية. وكذلك في الغرب؛ من المنظمات ذات الطابع الاشتراكي التي تم حجبها وحجب محتواها، ويوتيوب يقوم بإغلاق قنوات أو وقف فيديوهات تخالف موقف الولايات المتحدة وحلفائها.

على الجانب الآخر؛ وجد العرب والفلسطينيون ضالتهم في تيلغرام، فالفصائل ممنوع عليها نشر أي معلومات أو إنشاء صفحات على فيسبوك وانستغرام مثلاً.

وبحسب روسيا اليوم؛ فقد كتب ماسك عبر منصة “إكس” تعليقا على اعتقال دوروف “سيكون من المفيد للمجتمع الدولي أن يعرف المزيد من التفاصيل حول سبب اعتقاله”.

جاء ذلك في تعليق على منشور لماكرون على “إكس” قال فيه إنه “تم اعتقال مدير “تلغرام” في فرنسا في إطار تحقيق مستمر، وهذا ليس قرارا سياسيا بأي حال من الأحوال”، وأضاف أنه يرى “الكثير من المعلومات الكاذبة عن فرنسا بعد اعتقال دوروف”، مؤكدا أن باريس “تلتزم بمبدأ حرية التعبير”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد