قلعة مكونة.. قافلة طبية تبصم على إجراء 320 عملية جراحية
دنا بريس
محمد العسري
تواصل جمعية مكونة لرعاية الايتام وادماج الأشخاص في وضعية صعبة سياسة تعزيز العرض الصحي بإقليم تنغير، وذلك من خلال تنظيم قافلة طبية جراحية متعددة التخصصات بمستشفى القرب قلعة مكونة، وذلك خلال الفترة الممتدة ما بين 27 ماي و01 يونيو من السنة الجارية، بتنسيق مع عمالة اقليم تنغير والمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بتنغير وإدارة مستشفى القرب قلعة مكونة وبشراكة مع جمعية الأفق للجراحة بالدار البيضاء و Les blouses de la solidarité بفرنسا.
وتهدف هذه المبادرة حسب تعبير المكلف بالتواصل في الجمعية إلى تحسين العرض الصحي وتنويعه بالإقليم وتوفير خدمات التطبيب والعلاج لفائدة المرضى الذين تم تسجيلهم خلال فترات متفرقة من السنة الجارية، وأضاف أن كل المرضى الذين تم تسجيلهم يتم التواصل معهم عبر الهاتف لتحديد موعد التشخيص وتاريخ إجراء العملية الجراحية عند الاقتضاء، وركز على أن المجهودات متواصلة من طرف فعاليات الجمعية والشركاء لتوفير أكبر عدد من القوافل لضمان استفادة جميع المرضى والمحتاجين الذين تقدموا بملفاتهم الى مقر الجمعية.
واستهدفت هذه القافلة الطبية التي عرفت نجاحا باهرا سواء من حيث التنظيم بتنسيق مع السلطات المحلية أو التدخل الطبي على غرار ما عرفته القوافل السابقة من نجاح، -استهدفت- أزيد 2150 مواطن(ة) من ساكنة إقليم تنغير بمختلف الأعمار، استفادوا من أكثر من 2100 خدمة وفحص طبي متخصص. جدير بالذكر أن العمليات الجراحية التي أجريت كلها كللت بالنجاح وتجاوز عددها 320 عملية في تخصصات مختلفة، إلى جانب إجراء أزيد من 1660 فحص طبي وتشخيصي، على غرار ما يفوق 138 تحليلة والفحص بتقنية “السكانير”.
إلى جانب ذلك، فقد شملت الإستفادة إقليم القنيطرة جغرافيا التي قدم منها طفل استفاد من عملية جراحية ، كان قد حددت مصاريفها لعائلة المريض في مبلغ 15 مليون سنتيم في إحدى المصحات الخاصة، حيث أن عائلته استبشرت خيرا بتنظيم هذه القافلة ليستفيد من هذه العملية ضمن الأوائل بشكل مجاني.
وشملت خدمات هذه القافلة الطبية، التي أشرف عليها طاقم طبي وتمريضي متخصص يضم أزيد من 45 من الأطر الطبية وشبه الطبية، تقديم فحوصات واستشارات طبية همت تخصصات وطب وجراحة الأذن والأنف والحنجرة، وطب وجراحة الأطفال والختان، وطب الأعين، وطب وجراحة المرارة والفتق والغدة الدرقية، وطب النساء والتوليد، بالإضافة إلى الطب العام.
وأجمع المستفيدين من هذه القافلة أن جمعية مكونة لرعاية الأيتام وادماج الأشخاص في وضعية صعبة توفر فرصة قلّ نظيرها وجوا ملائما للتطبيب وتساهم من موقعها كتنظيم من المجتمع المدني، وبمجهودات جبارة لتوفير تطبيب وعلاج للمرضى دون أي تمييز كل حسب حالته، واعتبروا في تصريحات متفرقة أن مثل هذه الأنشطة ذات البعد الإنساني والتضامني تحتاج إلى مد العون والمساهمة من طرف المؤسسات المهتمة والتنظيمات التي تهتم أساسا بالعمل التطوعي الهادف.
ومن المرتقب، حسب ما أكده أحد أعضاء المكتب المسير للجمعية، أن تواصل هذه الأخيرة تنزيل أهدافها ذات الصلة بالمجال الصحي والرامية إلى تعزيز العرض الصحي من خلال تنظيم قوافل طبية بتخصصات أخرى متنوعة حسب الحاجة خلال الأشهر القليلة المقبلة، حيث أشار ذات المصدر أن أبواب مقر الجمعية ستظل مفتوحة في وجه العموم خلال فترات العمل الرسمية لتلقي طلبات المرضى والراغبين في الاستفادة من هذه المبادرة الطبية.
وأمام الخصاص الذي يسجل في القطاع الصحي بإقليم تنغير ، بالرغم من المجهودات المبذولة في الآونة الأخيرة لاسيما من طرف المجلس الإقليمي لتنيغر رفقة شركائه لدعم الخدمات الصحية وتشجيع الأطر الطبية على الإشتغال والعمل بالمستشفيات والمراكز الصحية بإقليم تنغير ، تتعالى الأصوات لتؤكد على ضرورة تثمين المجهودات المبذولة من طرف جمعيات المجتمع المدني التي تنظم قوافل طبية بين الفينة والأخرى، وتدعوا إلى تكثيفها قصد المساهمة من موقعها لتدبير قطاع حساس كشريك رسمي للدولة في تدبير الشأن العام.