أسماء القرطبي.. هذا ما صرحت به بعد نجاحها في “بين لقصور”
دنا بريس
في العام 2017 كانت الفنانة الجميلة أسماء القرطبي أمام خطوتها الأولى إلى عالم الدراما، وتحت إدارة المخرج الكبير حاتم علي. وهو ما جعلها شديدة التفاؤل بتحقيق حلمها الأساس كممثلة على يد أحد أهم صُنَّاع الدراما العربية، هذا عدا أن مشاركتها في مسلسله “أوركيديا” والذي جمعها بكبار النجوم وفي مقدمهم النجم جمال سليمان، وهي قامت بدور “الأميرة عاتكة ابنة الملك انمار-جمال سليمان”، كما شارك في بطولة العمل النجوم: عابد فهد، سُلافة معمار، سامر المصري وغيرهم… حيث جرى احتضانها كطاقة شابة لديها الكثير من مقومات النجاح، التي تؤهلها لتكون إحدى الممثلات المتميزات القادمات من المغرب العربي إلى الأعمال الدرامية المشتركة، التي بدأت بالرواج في الآونة الأخيرة مع انتشار المنصات الرقمية وزيادة الطلب على دراما عالية الجودة لتغطية حاجة السوق من جهة، ورفع مستوى الجودة للمنافسة من جهة أخرى، وقد تلمَّس الجميع موهبة هذه الممثلة الشابة وفي مقدمهم المخرج الكبير، الذي بفقدانه فقدت أسماء الحاضن الأساس لانطلاقتها هذه، ما أدَّى إلى ارتباك خطوتها الأولى مع غياب حاتم علي عن الساحة الدرامية، وهو ما أخّر إنطلاقتها لسنوات … فقد خسرت على الصعيد الشخصي ، ما خسرته الدراما العربية بشكل عام، برحيل الأستاذ الكبير المفاجيء.
اليوم عادت أسماء القرطبي في مسلسل جديد تحت عنوان “بين لقصور” لكن من ملعبها المغربي، وبمسلسل من إنتاج شركة “سيدرز آرت بروداكشن”- صادق الصبَّاح، التي بدأت في السنوات الأخيرة بضم المغرب العربي إلى قائمة اهتماماتها الدرامية بعد مصر ولبنان وسوريا والخليج العربي، فشكَّل مسلسل “بين لقصور” الرمضاني فرصة جديدة لهذه الطاقة الشابة، وبشخصية “حليمة- الملقبة بحلوم” والتي تستغل جمالها ودلعها لجذب الطاغية “الغندور” – نجم العمل المغربي محمد خيي.
أسماء شاركت في النصف الثاني من مسلسل “بين لقصور” بشخصية “حلوم” وكان لحضورها في المسلسل، تأثيره على أحداثه الدرامية، والأهم أنه يحتوي على هامش واسع لإظهار حقيقة موهبتها. وما ساعدها أكثر أنها تقوم هنا بلعب دورها حول قضايا اجتماعية من واقع المجتمع المغربي، وتخوض مواجهات بسبب هذه العلاقة مع “الغندور”، خصوصًا مع اكتشاف “لكبيرة” السعدية لاديب (إحدى نجمات بين لقصور) لهذه العلاقة غير المتكافئة وغير الشرعية في آن. وقد استطاعت أسماء الارتقاء بحياكة الشخصية الأقرب إليها، من حيث البيئة واللغة أو اللهجة المغربية، حياكة جمعت الدلع والإثارة إلى جانب حس المواجهة والصراع عندما تقتضي اللعبة الدرامية ذلك.
وعن دورها في “بين لقصور” تقول أسماء، “حليمة” لا تشبهني، وهي شخصية ليس فيها شيء منّي، لكني أحببتها، وأعتقد أنها مظلومة، وتحاول ألا ترضى بالظلم، ولكن بطريقة خاطئة. وحب الجمهور، وردود الأفعال على الشخصية، فاجأتني، وأسعدتني بشكل يجعلني أعجز عن وصفها… والقادم سيكون أجمل، وأنا متفائلة.
ويقال أن مشروع تصوير الجزء الثاني من مسلسل “بين القصور” قيد البحث اليوم. فقد حقق العمل نجاحاً كبيراً، وبدا أن الأحداث تحتمل المزيد من التوسّع لتكون موضوعاً شيقاً لجزء آخر.
وكما في “أوركيديا” (لعبت دور الأميرة عاتكه، إبنة الملك إنمار- جمال سليمان) مع الراحل حاتم علي، جرى احتضان أسماء قرطبي في “بين لقصور” من قبل نخبة من الكبار ومن بقية العاملين وفي مقدمهم النجوم المغاربة: محمد خيي، السعدية لاديب، هدى الريحاني، عزير الحطاب والمخرج هشام الجباري. من هنا فإن شخصية “حلوم”، التي ظهرت في الحلقات الأخيرة من المسلسل، علقت في أذهان المشاهدين بسرعة، وحصلت على ثناء العاملين معها قبل الجمهور، ما يؤكد تثبيت خطواتها في عالم الدراما مستقبلًا، خصوصًا وأنها بين “أوركيديا” و”بين لقصور” كانت لها إطلالة كضيفة في مسلسل آخر مع كبار نجوم سوريا ومن ضمنهم اللقاء الثاني لها مع عابد فهد، في المسلسل التاريخي “هارون الرشيد”، وتحت إدارة المخرج عبد الباري أبو الخير، حيث قامت بدور “إيفيان”، إلى جانب قُصي الخولي هذه المرة والممثلة أسيل عمران.
وهنا في “هارون الرشيد” ومع الغوص بين التاريخ العربي القديم والحديث، استعادت أسماء من أجواء المغرب العربي عبق اسمها الآتي من قرطبة في أسبانيا، حيث كان الامتداد العربي قديمًا، فكانت الإطلالة التاريخية هذه لائقة بجمالها الذي مزج سحر قرطبة بروعة بلاد المغرب.
خلاصة القول؛ أسماء القرطبي اليوم وبعد “حلوم” في مسلسل “بين لقصور”، وعلى خلفية الدعم الذي تلقته ممن هم حولها، قررت الحضور إلى لبنان، للقاء يجمعها بإدارة شركة صبًاح أخوان للإنتاج (منتجة بين لقصور)، لوضعها ضمن قائمة الشركة لعدد من الأعمال الدرامية المقررة مستقبلًا، سواء لبنانية أو مشتركة، أو مصرية… وقد أبدت رغبتها بان تكون انطلاقتها الجديدة من بيروت، تعويضًا عمّا فاتها بعد رحيل الكبير حاتم علي، الذي وكما أسلفنا كان أول المشجعين لها لخوض غمار التمثيل.