بوريطة.. المملكة المغربية العلوية الشريفة تتطلع إلى الارتقاء بعلاقات التعاون مع جمهورية أنغولا
نادية الصبار – دنا بريس
أكد معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، أن المملكة المغربية العلوية الشريفة تتطلع إلى الارتقاء بعلاقات التعاون مع جمهورية أنغولا، إلى مستوى الشراكة الفاعلة، في إطار خدمة وتكريس السلم والاستقرار في القارة الافريقية.
جاء ذلك بمعرض كلمته خلال افتتاح أشغال الدورة الثالثة للجنة التعاون المشتركة المغربية – الأنغولية، التي ترأسها السيد بوريطة إلى جانب وزير العلاقات الخارجية لجمهورية أنغولا، تيتي أنطونيو، وذلك يوم الثلاثاء المنصرم الموافق للحادي عشر من يوليوز الجاري.
أوضح السيد بوريطة أن رغبة المملكة المغربية الشريفة وجمهورية أنغولا، في تعزيز التعاون، لدليل على مشاعر التقدير بين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره وأيده، ورئيس جمهورية انغولا، والتي تعززت لاسيما بعد اللقاءين التاريخيين بين قائدي البلدين، الأول بأبيدجان في نونبر 2017، على هامش القمة الخامسة للاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، والثاني، ببرازافيل في ماي 2018، على هامش القمة الأولى لرؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء في لجنة المناخ.
كما شدد السيد ناصر بوريطة أن انعقاد هذه الدورة الثالثة بين المملكة المغربية وجمهورية انغولا؛ يأتي في سياقات دولية وإفريقية تتميز بتعقيد خاص ولمواجهة هذه التعقيدات، لامناص من مستوى رفيع من التشاور السياسي والتوافق كآلية أساسية لصيانة الاستقرار وبناء السلم وضمان الانسجام الذي من شأنه الحفاظ على مصالح القارة السمراء.
وفي ذات السياق، أكد السيد بوريطة أن القارة الإفريقية تحتاج اليوم وأكثر من أي وقت مضى، إلى دول رائدة تقودها رؤى استشرافية، خالية من الانقسامات والحسابات الضيقة والمتجاوزة، وذات عزيمة لبناء المستقبل، مضيفا أن هذه الرؤية تمثل جوهر قناعات المملكة المغربية، بتوجيه من جلالة الملك، والتي تنبع وبلا شك، من التاريخ الطويل من التفاعل الذي ميز العلاقات بين المغرب والدول والشعوب الإفريقية الشقيقة والصديقة.
هذه الرؤى والقناعات، يسترسل السيد الوزير، هي أولويات بالنسبة للسياسة الخارجية التي تنهجها المملكة المغربية العلوية الشريفة، والتي مافتئ بلدنا بالالتزام بها مع الحرص على بناء وإرساء شراكة تقوم على منطق رابح -رابح مع دولة انغولا.
من جهة أخرى، أبرز السيد بوريطة أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين تعرف بعض الانتعاش المتنامي، حيث بلغت قيمة الصادرات المغربية الموجهة نحو أنغولا السنة الماضية 68 مليون دولار، وشملت منتجات كيميائية ومعدات كهربائية ومواد غذائية، وبالمقابل سجلت الواردات القادمة من أنغولا إلى المغرب 08 مليون دولار، وهمت أساسا منتجات ومواد نفطية.
وأضاف أن المشاريع المهيكلة المتعددة التي أطلقها المغرب من شأنها أن تقوم بدور الرافعة المعززة لهذه الدينامية، ولاسيما في قطاعات الطاقات المتجددة والخدمات التقنية والهندسية وصناعة السيارات والسياحة، معتبرا أن زيادة عدد الرحلات الجوية الرابطة بين المغرب وأنغولا تبقى من أهم المشاريع التي ينبغي الانكباب على تدارسها، وذلك بالنظر إلى ما سيكون لها من آثار إيجابية على وتيرة المبادلات التجارية وعلى تسهيل الحركة والتنقل بين منطقتين مهمتين في إفريقيا.
ودعا السيد بوريطة، بهذه المناسبة، إلى الانخراط القوي لمختلف فاعلي القطاع الخاص للدفع بالتعاون الاقتصادي بين المغرب وأنغولا، مسجلا أنه بدون التزام حقيقي من رجال الأعمال والمتدخلين الاقتصاديين، فإن مستوى المعاملات التجارية لن يكون بإمكانه بلوغ الأهداف المنشودة.
التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم وتعاون في عدد من المجالات بين المغرب وأنغولا:
بمناسبة الدورة الثالثة للجنة التعاون المشتركة، وقع السيدان ناصر بوريطة والسيد تيتي أنطونيو وزير العلاقات الخارجية لأنغولا جملة من الاتفاقيات والتي تهم مجالات الدبلوماسية، والتعليم العالي والبحث العلمي، والابتكار، والسياحة، والعدل، والمعادن، والهيدروكاربورات.
حيث وقع الجانبان اتفاقية تعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار تهدف إلى تعزيز وتوسيع أوجه التعاون المتعلقة بمجالات التعليم العالي والبحث العلمي، ولا سيما من خلال تبادل التجارب والخبرات في مجال إدماج الرقمنة في بيداغوجية التعليم الجامعي٬ وتوحيد استعمال منصات البحث العلمي والتقني، وكذا الولوج إلى قواعد البيانات الببليوغرافية.
وفي قطاع السياحة، وقع الطرفان على اتفاقية إطار للتعاون تروم توطيد التعاون بين وكالات السياحة المركزية في البلدين، وبين المؤسسات الوطنية للسياحة والنقل، وبين وكالاتها والجمعيات المهنية للسياحة.
وسيطور الجانبان تعاونهما من خلال إجراءات تشمل، بالأساس، تعزيز تبادل المعلومات والخبرات بين المؤسسات المختصة في مجال التكوين على تدبير المؤسسات السياحية والفندقية، ودعم استدامة السياحة وقدرتها التنافسية، وكذا إحداث مقاولات صغيرة ومتوسطة في قطاع السياحة.
كما تم توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة العدل المغربية ووزارة العدل وحقوق الإنسان الأنغولية يهدف، بالأساس، إلى تبادل الخبرات في المجال القانوني والتشريعي، وتبادل الزيارات بين موظفي العدل، وتنظيم ندوات ومؤتمرات وورشات وأنشطة أخرى على أساس متبادل، وكذا تبادل الخبرات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في قطاع القضاء.
وفي مجال المناجم والهيدروكاربورات، وقع الطرفان على مذكرة تفاهم للتعاون تهدف إلى خلق إطار للتعاون من أجل تنفيذ إجراءات للتعاون تفضي إلى إنجاز المشاريع ذات اهتمام مشترك في هذا المجال.
كما جرى التوقيع على مذكرة تفاهم بين الأكاديمية المغربية للدراسات الدبلوماسية والمعهد الأنغولي للعلاقات الدولية تتوخى توطيد الشراكة بين الأكاديميات الدبلوماسية في البلدين، وخلق إطار للتعاون المستدام والدينامي في مجال تكوين الدبلوماسيين الشباب وفي مجال تبادل الخبرات والمعلومات في مجال الدبلوماسية والعلاقات الدولية، وذلك من خلال تنظيم دورات تكوينية للدبلوماسيين، وتبادل المنشورات، وتقاسم المعرفة، فضلا عن تبادل الخبراء والباحثين في مجال الدبلوماسية.