الرائدة في صحافة الموبايل

مدريد.. الدكتور مصبح الكتبي يشارك في مؤتمر الحرية الدينية في أوروبا

شارك سعادة الدكتور مصبح سعيد الكتبي، نائب رئيس مجلس الأمناء ومدير عام مؤسسة الثقافة الإسلامية والتسامح الديني، في مؤتمر الحرية الدينية في أوروبا في القرن الحادي والعشرين، الذي نظمته المدرسة الإكليريكية بجامعة داماسو في العاصمة الإسبانية مدريد، وذلك استجابةً لدعوة رسمية تلقاها لحضور الحدث.

شهد المؤتمر حضورًا مكثفًا تجاوز 500 مشارك، من مفكرين وسفراء وشخصيات دينية ومدنية، إلى جانب طلبة رهبان وإعلاميين. وناقش المتحدثون المحاور الرئيسية للحرية الدينية في أوروبا والتحديات التي تواجهها في ظل التحولات المجتمعية المتسارعة.

استهل جوزيف واي لف، ممثلًا للمنظور اليهودي، مداخلته بالحديث عن التحولات الدينية في أوروبا، مشيرًا إلى التغيرات التي طرأت على العلاقة بين الدين والدولة. وأوضح أن القارة الأوروبية تشهد تراجعًا في حضور الرموز الدينية في المجال العام، معتبرًا أن هذا التحول يؤثر على التوازن الثقافي والتاريخي للقارة، وداعيًا إلى إعادة النظر في سبل تعزيز التعددية الدينية واحترام مختلف الهويات الدينية.

هذا فيما يتعلق بالمداخلة الأولى وأما المداخلة الثانية، فقدّمها لويس ماريا دييث بيكافو خيمينث، رئيس الغرفة الثالثة في المحكمة العليا الإسبانية، حيث تناول مسألة العلاقة بين الدولة والديانات المختلفة، مؤكدًا على أهمية التمييز بين الحياد الإيجابي للدولة تجاه الأديان وبين التوجهات التي قد تقود إلى إقصاء الدين من الحياة العامة. كما أشار إلى أن التنوع داخل الديانات نفسها، بما في ذلك المسيحية، يعكس اختلافات فكرية يجب احترامها ضمن الأطر القانونية التي تضمن حرية الاعتقاد والتعبير.

وعن الجانب المسيحي، أخذ الكلمة لويس ماريا دييث بيكافو خيمينث، رئيس الغرفة الثالثة في المحكمة العليا الإسبانية، مؤكدًا اتفاقه مع الطرح السابق إلى حد كبير، لكنه شدد على ضرورة التمييز بين مختلف التيارات العلمانية، موضحًا أن بعض العلمانيين لا يعادون الدين بالضرورة. كما أشار إلى تعددية المذاهب والقناعات داخل الكاثوليكية نفسها، مشددًا على أهمية أن لا تتبنى الدولة موقفًا عدائيًا تجاه الدين، بل أن تسعى إلى التوازن في التعامل معه.

وأما أسقف مدريد السيد.كوبو، فأشار في كلمته، إلى أن أوروبا تعيش مرحلة مفصلية فيما يتعلق بالدين، حيث تشهد تحولات كبرى في هذا المجال. وأكد على أهمية أخذ وجهات نظر المتدينين بعين الاعتبار، لكون الدين أحد مكونات المجتمعات الأوروبية، مشددًا على ضرورة احترام إيمان الكثيرين وعدم الازدراء بالمعتقدات الدينية. كما أضاف أن لكل فرد الحق في أن يكون علمانيًا، لكن في المقابل، يجب ضمان الحق في التدين لمن يرغب في ذلك.

وفي ختام الفعالية، قدّم سعادة الدكتور مصبح سعيد الكتبي ميدالية تكريمية باسم مؤسسة الثقافة الإسلامية والتسامح الديني إلى الدكتور نيكولاس ألفاريز لاس أستورياس، عميد جامعة داماسو المدرسية، تقديرًا لدوره في تنظيم المؤتمر ودعوته لمؤسسة الثقافة الإسلامية والتسامح الديني للحضور والمشاركة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد