الرائدة في صحافة الموبايل

المواقع السوداء الأمريكية وسياسة الكيل بمكيالين

لجأت وكالة الاستخبارات الأمريكية إلى سجون سرية خاصة خارج الولايات المتحدة الأمريكية حتى لا تكون عرضة لأية مساءلة أو رقابة.

وأقر الرئيس السابق جورج بوش الابن العمل بهذا البرنامج السري بعد أحداث سبتمبر حتى جاء الرئيس أوباما واوقف العمل به بعد تسريبات إعلامية وفضائح تتعلق بانتهاك حقوق الإنسان أثناء الحجز والاستجواب والتعذيب. وقد شكل الكونغرس لجنة تحقيق في عدة وقائع في أشهر موقعين من المواقع السوداء وهما أبو غريب في العراق، غوانتانامو في كوبا.

ولا تقتصر قائمة المواقع الأمريكية السوداء فقط على غوانتانامو وأبو غريب، بل هناك أيضا؛ سجن باجرام في أفغانستان أو سجن بروان، كان في السابق السجن العسكري الرئيسي في أفغانستان، ويقع بجوار قاعدة باجرام الجوية في مقاطعة بروان، وقد بنته الولايات المتحدة خلال حكم جورج بوش الابن.

هذا ويتواجد في السجن مقاتلون أجانب ومحليون تحت سيطرة الجيش الوطني الأفغاني في فترة ما بعد الغزو الأمريكي عام 2001، في عام2002 بعد واقعة وفاة اثنين من المعتقلين الأفغان جرّاء التعذيب خضعت معاملة النزلاء في السجن للمراقبة والمراجعة، وقد صُنَّفت وفاتهم على أنها جرائم قتل، ووجهت تهم إساءة معاملة السجناء إلى سبعة جنود أمريكيين. وقد أثارت الواقعة النقاش حول الممارسات داخل السجون مثل فترة الاحتجاز الطويلة غير قانونية.

وهمذا تكون السياسة الأمريكية التي تكيل بأكثر من مكيال؛ تثير انتقادات العالم بسبب تدخلها في شؤون الدول الأخرى، وتقارير المنظمات الدولية والحقوقية حتى داخل أمريكا تدين سياستها وسلوكها غير الأخلاقي، بعض الاحيان تأتى هذه التقارير على هيئة تسريبات من داخل المؤسسات الأمريكية، وربما من داخل المخابرات نفسها أو الكونجرس الأمريكي لتصفية حسابات سياسية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، أو قد تكون شكل من أشكال الدعاية الانتخابية لتشويه سمعة حزب أو رئيس قبل الانتخابات لصالح غريمه الآخر.

أعلنت الخارجية الصينية في وقت سابق على لسان المتحدث باسمها في مؤتمر صحفي في إبريل نيسان عام 2022 عن إدارة الحكومة الأمريكية لمراكز اعتقال وتعذيب خارج الأراضي الأمريكية في أكثر من 50 دولة تسمى بالمواقع السوداء ، وقد ذكرت نفس المعلومات العديد من المنظمات الدولية ووسائل الإعلام.

وكانت وكالة المخابرات المركزية قد اتخذت في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الابن مواقع وسجونا سرية في بولندا وليتوانيا ورومانيا وتايلاند وأفغانستان.

ستير جياكوتي

سجن في بولندا تديره وكالة الاستخبارات الأمريكية، تم استخدام هذا السجن عام 2002، واستمر استخدامه حتى عام 2003. صارت حالة من الجدل بشأنه ثم أنكرت الحكومة البولندية وجوده أو علمها بممارسات التعذيب فيه في البداية، ولكن أكدت بعض التقارير الإخبارية أن السلطات البولندية تعرف بتفاصيل وجود هذا السجن على أراضيها، ثم اعترفت الحكومة البولندية بوجوده ضمن المواقع السوداء الأمريكية في النهاية.

وكان وزير خارجية بولندا قد صرح بأن وارسو ستمتثل إلى حكم المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بمحاسبة المسؤولين البولنديين الذين سمحوا باستضافة سجن سري. فيما رفضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إعادة النظر في قرارها بأن بولندا استضافت سجناً سرياً تابعاً لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية.

وكانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قد أصدرت في يوليو/تموز 2014 قراراً يطالب بولندا بالانتهاء سريعاً من التحقيق الذي ماطلت فيه الحكومة طويلاً حتى لا ينفضح موضوع التعذيب في الموقع الأسود الأمريكيؤ، كما قضت المحكمة الأوروبية بتغريم الحكومة البولندية وتقديمها تعويضات مالية للسجينين على ذمة قضايا الإرهاب وهما عبد الرحيم الناشري سعودي الجنسية، وأبو زبيدة الحامل للجنسية الفلسطينية وذلك بقيمة 230 ألف يورو. وقد جرى اعتقال المتهمين في عام 2002 إلى 2003 للتعذيب في بولندا قبل نقلهما إلى غوانتانامو.

شيانج ماي

في عام 2002 أدارت المخابرات الأمريكية موقعاً أسوداً آخر للتعذيب شمال تايلاند، وقد أنكرت السلطات التايلاندية أيضاً ذلك الأمر إلا أن التسريبات الصحفية والتحقيقات الدولية أكدت وجود السجن.

فيلنيوس

يوجد في مدينة فيلنيوس عاصمة دولة ليتوانيا موقع أسود آخر، تم استخدامه عام 2004. وقد سبق وأعلن مكتب المدعي العام في ليتوانيا في وقت سابق إن البلاد أعادت فتح تحقيق جنائي في قضية إدارة سجن سري تابع للمخابرات الأمريكية في البلاد.

وقالت المتحدثة باسم مكتب المدعي العام أن قرار إعادة فتح التحقيق بعد أربع سنوات على إثر نشر مجلس الشيوخ الأمريكي العام تفاصيل عن منشأة سرية تتبع المخابرات المركزية الأمريكية، وقد نفت السلطات الليتوانية الادعاءات بوجود عمليات تعذيب داخل سجن فيلينيوس في بادئ الأمر حتى أكدتها التسريبات الإعلامية والمنظمات الحقوقية.

بوخاريست

تم الكشف عن موقع أسود آخر في العاصمة الرومانية بوخارست، وقد أنكرت الحكومة الرومانية وجوده، وبالرغم من هذا الإنكار فقد أكدت وجوده صحيفة الاندبندنت البريطانية، وقد استمر العمل في السجن من عام 2003 حتى عام 2009.

أنواع التعذيب والانتهاكات

وتتنوع أساليب التعذيب، فقد تكون ذات طبيعة جسدية، مثل الضرب والصدمات الكهربائية. أو ذا طبيعة جنسية، مثل الاغتصاب أو الإهانة الجنسية. أو يمكن أن تكون ذات طبيعة نفسية، مثل الحرمان من النوم أو الحبس الانفرادي لفترات طويلة.

وقد شهدت التحقيقات في هذه الأماكن استخدام الحيوانات والحشرات والموسيقى الصاخبة والحرمان من النوم والتعذيب الجنسي والاغتصاب بالإضافة إلى تدنيس المصحف الشريف و الأساليب المعتادة كالسحل والضرب والتعليق والصعق بالكهرباء، ولكن دخلت عليها تطويرات مثل الايهام بالغرق و التعري لفترات طويلة والتبريد والتجميد واحيانا الجمع بين عدة طرق تعذيب معا في آن واحد، وهناك أساليب كثيرة طورها علماء النفس خصيصاً لهذا الغرض.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد