بالتفاصيل.. عيد العرش ورمزيته لدى ملوك المغرب
أحمد شاكر
تعد مناسبة “عيد العرش” من المناسبات الوطنية التى تجعل الشعب المغربي يستحضر من خلالها أسمى مظاهر الفخر والاعتزاز الوطني، ففى يوم 30 يوليوز من كل سنة، تمتلئ الميادين والشوارع بالحشود الغفيرة من المواطنين، وتتزين المباني بأعلام المغرب وصور جلالة الملك “محمد السادس”، احتفاء بهذه المناسبة الجليلة.
في عام 1933 قامت مجلة “المغرب” بنشر مقال بعنوان “ذيله صاحبه”, المجلة التي كان يشرف عليها الجزائري محمد صالح ميسة، والذي دعا من خلال هذا المقال السلطات الفرنسية للسماح للمغاربة بالاحتفال “بعيد العرش”، وكان المقال موقعا باسم “مغربي”.
وجاء في المقال: “بأن الحكومة المغربية تسعى بإضافة الأعياد والمواسم التي أهلها محرر هذا الظهير، ونطالب أيضًا بمناسبة هذا الموضوع أن تصدر قرارا باتخاذ يوم مميز لجلوس صاحب الجلالة على العرش المغربي ويعتبر عيدا وطنيا”، هذه الدعوة تحدث عنها السياسي والصحفي المغربي الراحل، “محمد حسن الوزاني”، الذي كان أحد رموز الحركة الوطنية المغربية في كتابه “حياة وجهاد”.
وبالفعل؛ جلس جلالة الملك المغفور له “محمد بن يوسف” على العرش، واصُّدر قرار وزاري عام 1934 يتضمن عدة بنود وكانت أبرزها، أن يقوم كل باشا مدينة من المدن المغربية بتنظيم الأفراح والحفلات الموسيقية، كما توزع الألبسة والأطعمة على الجمعيات الخيرية.. بل أصبح الأحتفال بعيد العرش يكتسي صبغة رسمية، ويلقي الملك خطبه إلى الأمة عبر التلفزيون الرسمي للدولة، ويتحدث عن آخر المشاريع المنجزة وبعض المواضيع الأساسية التى تشغل الرأي العام، ويعطى جلالة الملك عدة أوامر ملكية ورأيته للمستقبل والسياسة الخارجية للمملكة المغربية.
رمزيته عند الشعب المغربي
يعتبر “عيد العرش” تأكيدا على متانة رابطة البيعة الشرعية وأواصر المحبة القوية، بجلالة الملك “محمد السادس” رمز الأمة وموحدها، ويسترجع المغاربة أهم النضالات والملاحم الجهادية الخالدة التي خاضها كل من جده جلالة المغفور له الملك محمد الخامس وجلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراهما.
فقد حاول الاستعمار أن يجثم بثقله على المغرب لأزيد من أربعة عقود، ويقوم بتسخير كافة الوسائل وتوظيف الأساليب المتاحة للمساس بالوحدة الوطنية والنيل من قوة ترابطهما، لطمس المعالم والتراث المغربي.
فقد كانت البيعة الشرعية التى أجمعت بوصف جلالة الملك أميرا للمؤمنين، فهو رمز الأمة والوحدة والسيادة الوطنية،
ويعد هذا الميثاق قائما على ركائز دينية مستمدة من شرائع الدين الإسلامي الحنيف، حيث أن تشبث شيوخ القبائل وممثلي مختلف مناطق المملكة المغربية، بتأييد جلالة الملك مع حلول ذكرى عيد العرش؛ دليلا كبيرًا لحبهم له واستعدادهم لخوض جميع التحديات التى تواجه الممكلة المغربية جنبا إلى ملكهم.