حبيب كروم: لا لإقبار ملف وفيات الخدج والرضع وحديثي الولادة
الإعلامية نادية الصبار – دنا بريس
على مقربة من اليوم العالمي للممرض الذي يتزامن والثاني عشر من ماي، يفتح حبيب كروم نائب الكاتب الوطني للمنظمة الديمقراطية للصحة ، ورئيس الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية، وعضو الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة. ملف خدج ورضع وحديثي الولادة ممن فقدوا الحياة.
وضع حبيب كروم على صفحته بمنصة التواصل فايسبوك صورة التقرير الصحافي الصادم ، الذي نشرته أخباراليوم بتاريخ 18 ماي 2018 ، تقرير كما وصفه كروم “صادم “، يتناول بالدلائل والحجج الدامغة حصيلة وفيات الخدج و الأطفال حديثي الولادة بمستشفى الولادة السويسي و مصلحة الخدج و طب المواليد بمستشفى الاطفال، وظروف وملابسات وشهادات وإفادات، وذلك تعبيرا عن رفضه القاطع لأية محاولة لاقبار الملف، و مطالبته بانصاف الضحايا.
هذا التقرير الصحفي الذي كشف عورة أكبر مستشفى جامعي بالمغرب، وكسر تابوها خطيرا ومسكوتا عنه، وحرك مسطرة التفتيش والبحث والتحري ، تحقيق دام زهاء شهر ونصف متواصل للكشف عن الحقيقة ، لكن على ما يبدو أن التقرير الذي تم في عهد الوزير الأسبق أنس الدكالي؛ تم إقباره بإحدى درج مكاتب الوزارة ، فكيف لأنس الدكالي الذي صرح لأحد الصحافيين بوجود نقاط سوداء، أن لا يكشف عن التقرير، و لا يبلغ به الرأي العام الوطني.
بدأت الواقعة بحدث أليم مستفز للمشاعر الإنسانية، يقول التحقيق الذي نشرته أخبار اليوم : “في 18 ماي 2018، “تشرع طبيبة بقسم الولادة السويسي، في رفع غطاء معقم عن رأس مقطوع لرضيع، وتشرع بارتباك في تصويره بواسطة هاتفها المحمول”.
هذه إحدى الإفادات وغيرها التي جاء بها التحقيق الصحفي، بالأرقام والوثائق، أكدتها السيدة فاطمة الطالب الممرضة الرئيسية ، والتي تمت إقالتها بذريعة عرقلة التحقيق، وجاء القرار بعد اتهامها بتسريب وثائق إثبات وفيات عشرات الرضع جراء الإهمال الى الصحافة، فتمت إزاحتها من منصبها بتهم واهية؛ تقول فاطمة الطالب في تصريح عبر اتصال هاتفي،” توبعت بالإهمال بعد خدمة مدتها 25 سنة في خدمة الوطن، وأديت واجبي على احسن وجه وبشهادة من زملائي وزميلاتي، ليتهم تابعوني بأية تهمة إلا الإهمال “
تقول فاطمة الطالب : “رأيت من واجبي ومن باب المسؤولية أن ادلي بما أراه حقيقة تتمثل في حدوث وفيات رضع وخدج بسبب الإهمال”، كان علي التسلح بكثير من الجرأة لأتطرق لموضوع مماثل “.
لتتساءل: كيف يتم استقبال حالات وافدة من المستشفيات الخاصة ومستشفى الشيخ زايد، في حين تبقى حالات أخرى من أبناء البسطاء والمعوزين الذين تلقى اكبادهم حتفها ، والسبب غياب المكان الشاغر أو غياب الحاضنة، بل وغياب الطبيب المختص أو تأخره عن أداء واجبه المهني.”
تقول فاطمة الطالب ، لقد كنت كبش فداء ، حتى اكون عبرة لكل من تسول له نفسه أن ينبش في ملفات سوداء، كان لجرأتي تكلفة عالية، حتى اني احيانا أضعف واقول ليتني خرست وما افصحت، على الأقل كنت احتفظت بمنصبي، ليس حبا في المناصب؛ ولكن، حتى ترعى عيوننا سفه هؤلاء ، وعلى الأقل اكون في خدمة المستضعفين.
أما تصريحات طبيبة الأطفال الدكتورة أمينة بركات رئيسة مصلحة الخدج وطب المواليد بمستشفى الاطفال ، الواردة بالتقرير الصحفي. بخصوص الوفيات بسبب الإهمال، ترد بركات بأن الأطباء ليسوا ملائكة، لكنهم غير مسؤولين عن وفيات الأطفال.
وعن الخصاص بالأسرة والحاضنات فترد بأنه مشكل يعانيه قطاع الصحة منذ 30 سنة. كما اعتبرت تقرير الممرضين لايجب الاعتداد به لانهم اقل خبرة و تنقصهم الدراية. الشئ الذي اعتبرته فاطمة الطالب مجرد اجوبة فضفاضة للتهرب من الجواب على سؤال لماذا ارتفعت الحصيلة وكيف مات هؤلاء الخدج والرضع وحديثوا الولادة؟
هذا وتجدر الإشارة إلى أن الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية قد سبق لها في شخص رئيسها حبيب كرومي، ان استنكرت إعفاء القابلة فاطمة ، التي قامت بتحريك دعوى قضائية ضد قرار الإعفاء وضد الشطط في استعمال السلطة.
وهاهو اليوم االعالمي الأممي على الأبواب ، ليجد فاطمة الطالب تحتفي دون احتفاء ، تقول فاطمة ” لكم أرقني في عيدي الأممي أن اجدني موقوفة عن أداء واجبي الوطني ، بوسعي أن أكون بالخط الأمامي لمحاربة كوفيد 19، لكني ممرضة مع وقف التنفيذ.
وها هو حبيب كروم وفاطمة الطالب وآخرون ، ستصدح أصواتهم مطالبين بالإفصاح عن تقرير مفتشية الصحة، وربط المسؤولية بالمحاسية.
تقول فاطمة: الدعوى التي قمت بتحريكها ، ليس الهدف منها رفع الظلم الذي تعرضت له، ليس الهم عندي إحقاق شخصي ، بقدر ما هو إحقاق حق عام ، وحق هؤلاء الأرواح البريئة في الحياة ، وحق الآباء في الوصول إلى الحقيقة”.