المنظومة التعليمية بين المآل وواقع الحال
خديجة الصبار
أستاذة مادة المعلوميات، دبلوم دراسات عليا في معالجة المعلومة
ها نحن على أبواب الدخول المدرسي لموسم 2019-2020، تحت شعار”، من أجل مدرسة مواطنة دامجة ” ، شعار اختارته الوزارة المكلفة هذه السنة. هي شعارات جديدة، طبعات لمناهج جديدة لا اختلاف في محتواها إلا لإفراغ جيوب أولياء المتمدرسين.
وككل سنة؛ وتحت مسميات مختلفة تفرض الوزارة الوصية على المدرسين منهجيات معينة، الأكثر انتشارا منها بيداغوجيا الكفايات تجاوزا لبيداغوجيا الأهداف، هذه الأخيرة ظلت معتمدة حتى أواسط الثمانينات… محاولة منها لربط المؤسسة التعليمية بمحيطها الاقتصادي، ومن تم إصلاح ما يمكن إصلاحه داخل المنظومة التعليمية بالمغرب.
من المؤسف جدا أن اعتماد هذه المقاربة، لم تكن خيارا تربويا خالصا وإنما نتيجة لعوامل خارجية وأهمها تخفيف العبء المالي الذي يثقل حسابات الدولة وذلك بتوجيهات من صندوق النقد الدولي.
ليبقى السؤال مطروحا سواء كآباء أو كمدرسين، هل هذه المقاربات الجديدة كيفما كان مسماها تخدم مصلحة المتعلم المغربي؟!
فبالرغم من امتيازاتها وخلافا لما جاءت به بيداغوجيا الأهداف؛ فالمقاربة بالكفايات ترتكز على المتعلم وتجعله محور العملية التعليمية، لكنها لا تعدو أن تكون مجرد نظرية كسابقاتها، فما يهم المدرس هو أجرأة هذه النظريات داخل حجرة الدرس، فكيف لمقاربة الكفايات أن تنجح داخل أقسام مكتظة؛ لايرى فيها التلميذ إلا قفى من قبله… فهي يقينا؛ لا تناسب لا فضاءاتنا المدرسية ولا حتى الفوارق الاجتماعية لأغلب تلامذتنا.
فكيف لمنظومتنا أن تنجح؟! ونحن نتبنى مقاربات أغلب منظريها من العالم الغربي، إننا بحاجة لمنظرين من الساحة المغربية أو العربية، لهم دراية بثقافاتنا وانشغالاتنا، وعوض الاستثمار في مشاريع إصلاحية غربية بمبالغ خيالية- كالمخطط الاستعجالي- وإسقاطها على الدول النامية، وجب الاستثمار في عقول مغربية، أكيد إن أتيحت لها الفرصة، أن تقوم ببناء منهجيات تتناسب ووضع التلميذ العربي عموما والمغربي خصوصا.