“عشق في زمن كورونا” تجربة شعرية جديدة للشاعر خالد الشرقاوي السموني يغنيها الموسيقار توفيق الميس
الإعلامية نادية الصبار – دنا بريس
ليست أول قصيدة للشاعر والكاتب والروائي الدكتور خالد الشرقاوي السموني، ولكنها اول تجربة شعرية يتلقفها الموسيقار والملحن توفيق الميس ويغنيها كذلك.
جاءت الأغنية تزامنا مع كورنيات أدبية إن صح القول ، منفلتة من دواليب وقمطرات أصحابها وكأنهم يفكون الحجر والحظر من خلال كلمات منتقاة تخرج للساحة الأدبية والفنية عبر منصات التواصل.
يقول خالد السموني أنه لم تكن لديه فكرة تلحين قصائده، ولو أنه كتب للمسرح ولم يكتب للغناء، فلعل العود الذي تعود مرافقة الإلقاء، دفعه ودون تفكير سابق إلى إيجاد توليفة رفقة صديقه توفيق الميس، الذي عزفت أنامله ألحانا غردت في زمن كورونا عشقا وحنينا لما كنا نحياه قبل الجائحة، في قالب فني جميل ورائع يجمع بين الكلمة والنغمة والأداء والإيقاع.
تقول القصيدة “عشق في زمن كورونا” للشاعر والروائي د. خالد الشرقاوي السموني
أحِنُّ إليك فأنت الملجأ و الأمان و العشق
لأنكِ أجمل عشق اختفى في ظلام الليل مع كورونا
استيقظت على شوارع خالية مهجورة و صمت رهيب
أقرأ عن العشق قصيدة وسط أشباح ترقص لكورونا
لا أخشى كورونا و إذا مِتُّ عشقا أموت شهيدا
عقلي بك مجنون أجول الشوارع وحيدا تائها
والكل مختبئ و خائف و عليه حجر
أسمع صفارات الإنذار وصوت سيارات الإسعاف الحمراء
تسير بسرعة جنونية تكاد تطير بالمصابين
مفتون بصورة عنها أبحث و في لظاها أتعبد
يا وردة في بستان عليه حجر و القرب منك ممنوع
أمشي وحيدا أشعر تارة بالأمن وتارة بالخوف
وسط أشباح تحمل على أكتافها النعوش
أمشي في طريق يمتد إلى عينيك عسى أجد أملا
والعصافير على أشجار الربيع حزينة في شُدَى
أجلس بين الشموع و الأشباح تتراقص تحت رذاذ المطر
أسافر في السماء بدون وسيلة نقل بدون وجهة
أعانق نجم السماء هاربا من هلع الأرض
عسى أن ينجلي الليل وأشعر بهمسك همس الحرير
أنتِ المنى وأنت القمر وأنتِ ضياء عند الشَّفق
أخجل من عينيك و من الكلام في زمن كورونا
لأنني إذا ما تكلمت سأخجل و يعتريني العرق و الندم
أنت الحياة بدونك لا أنيس و لا عيش و لا أمل
فعودي عودة المنتصر و زغردي في كل الأرجاء
لتعم الفرحة الشوارع و يلتقي الأهل و الأحباب
رابط أغنية عشق في زمن كورونا من أداء الملحن توفيق الميس
قراءة عاشقة للكاتبة والشاعرة نادية الصبار لقصيدة الشاعر خالد الشرقاوي السموني “عشق في زمن كورونا”
آه كم نحن ويحن شاعرنا إلى حياة؛ فهي الملاذ والملجأ والأمان الذي كان، إنها عشق لا يموت وحب لا ينضب.
تغنى الشاعر بحياة، إمرأة كانت بالأمس القريب طيرا حرا جد طليق، تدب فيها الحياة، واليوم، اختفت في ظلمات الجحور التي آويناها اتقاء كورونا والشرور.. توارينا عن الأنظار وأسدلنا الحجاب ووضعنا اللثام حتى صارت شوارع مدينتنا خواء، بعد ان أكتضت وضاقت من عمار، وفي زقاقها رقص عمار، الذي اهتز لنقر كعبها وهي تختال.
تراه تغنى بها، فهي من ألهمته المتن والقصيدة والأوزان، واليوم تراقصه الأشباح، مغرم متيم بعشقها وسيعانقها، وإن غشاها الوباء، فالحب أقوى من لعناتها، “يا إلهة الشر والمكر لن ينفع الحجر والحظر”، وإن أوقفت العالم فلن يتوقف قلب عامر بالحب، فلن تمنع لعنات الجنية كورونا عشقا سرمديا مجبولا على الحب، سيعانقها حد اللحد.. يفضل الموت بين غنائها شهيدا يلفظ بين دفتيها: احبك، أحبك أيتها الحياة، متيم بك ، باحث عنك وانا أرشف ثمالة فنجاني الأخير وقهوتي الدافئة وكأس عصير، سأقرأ آخر فصل في جريدة تحكيك، “سأتجول حتى آخر رصيف، سأجول شوارع “كازا” و”رابا” وكل مدائن الدنيا، لن اختبئ ولن اتوارى، أنا مجنونك يا ليلاي، وأنت مماتي ومحياي.
آه؛ كم قاهر صوت الصافرات والسيارات والناقلات، تسير وهو إليها أسير يسير، يبحث عن طيفها، يركض ليلقاها؛ نطقت الصافرة وقالت “ويحك؛ حياتك صارت لظى فخذ جنتك وارحل من هنا”، فأجاب: “في لظاها أتعبد” هي وردتي الممنوعة والتي فيها أرغب، في عينيها طريق الجنة، ومعبد الخلد والتعبد، حيث عصافير الفردوس تزقزق وعيون الساهرين ترقرق.. “سأراقص عبيرها تحت المطر، سأفر منها إليها، وأعبر مقل عيونها الغنج، التي ما إن نظرت إليها؛ حتى اعتراني الخجل.. نادم، نادم أني لم ألاحقها قبل الغسق”.