عبد الرحيم العلام: اذا قامت الدولة بوظائفها فالمواطنين لا يمكنهم الا ان يصفقوا لها
متابعة أناس عابد – دنا بريس
أوضح أستاذ العلوم السياسية “عبد الرحيم العلام” أن خفوت المعارضة لسياسات الدولة في زمن كورونا يرجع إلى أن فعل المعارضة لا يكون بصيغة اتوماتيكية، اي المعارضة من اجل المعارضة، فالمواطن يعارض الدولة عندما يرى انها لا تقوم بوظائفها كما يجب، و أما عندما تقوم الدولة بواجباتها فإن المجتمع بمواطنيه و فعالياته المدنية سينوه بالتدابير المتخذة و المجهودات المبذولة.
ليضيف الاستاذ “عبد الرحيم العلام” أن الدرس المستفاد من ما وقع في هذه الظرفية للجميع سواء المجتمع المدني او الدولة؛ هو ان هذه الاخيرة ان قامت بأدوارها كما يجب فلن تجد من يعارضها و ينتقدها، فالانتقادات الموجهة حاليا إلى السلطة قليل جدا، و هذا لأنها قامت بواجبها.
وجاء هذا التفاعل للأستاذ “عبد الرحيم العلام” عبر مداخلته مساء البارحة السبت، ضمن الندوة المنظمة عبر تقنية المباشر من قبل موقع “بناصا” و الذي وجه الدعوة لمجموعة من اساتذة العلوم السياسية للتفاعل حول موضوع “الدولة و المجتمع في زمن كورونا”.
و في تعليقه على مسألة أن “المجتمع المدني غائب” أفاد استاذ القانون الدستوري “عبد الرحيم العلام” بأن دور المجتمع المدني في هذه الظرفية محفوف بالمخاطر، و هو الان يتكيف مع الاوضاع الحالية و لا يمكنه ان يقوم حاليا بأدوار هي في الاساس مسنودة للدولة خصوصا في الشق الضبطي و المرتبط بالدولة.
و نبه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض أن ا لعالم كله متأخر و ليس استباقيا في تعامله مع الوباء، و عندما نقول ان المغرب استباقي في تدبيره للجائحة فان هذا يدخل في باب المقارنة مع الدول المتخلفة في الاجراءات المتخذة للتعامل مع الازمة كإيطاليا و فرنسا، لان النقاش حول الفيروس بدأ منذ شهر شتنبر من السنة الجارية بالصين.
و زاد ذات المتحدث أنه يحدث احيانا اننا نشيد بأنفسنا كمجتمع عندما نتضامن و عندما تقوم الدولة بتدابير جيدة و الحال ان هذا هو الاصل و الواجب كحد أدنى على المجتمع و الدولة، فإذا ما لاحظنا أن هناك تحولات في علاقة المجتمع و الدولة فإن ما يفسر اشادة المجتمع بالدولة هو أن الذي تغير ليس المجتمع و انما الدولة هي التي تحولت و قامت بواجبها على احسن ما يرام.
و أشار الاستاذ “عبد الرحيم العلام” الى نظرية الاكتفاء الذاتي باعتبارها اكثر نجاعة من نظرية العملة الصعبة التي لم تعد قادرة على الصمود في مثل هذه الازمات، وأكد على ضرورة استباق الاحداث و اتخاذ مجموعة من التدابير التي تعتمد نظرية الاكتفاء الذاتي من الجانب الغذائي خصوصا من القمح و المواد العلفية، لأنه اذا طالت الازمة فالمجال الذي سيطاله الضعف على المستوى العالمي هو المجال الفلاحي.