ندوة علمية تسائل حضور المجتمع المغربي في البحث الجامعي…
ياسين شاكور – دنا بريس
نظم مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية –مدى، بتعاون مع “ماستر الفلسفة والقانون” بكلية الآداب والعلوم الإنسانية –المحمدية- يوم الأربعاء 30 يناير 2020 على الساعة الرابعة بعد الزوال، ندوة في مقاربة الإشكالية: “كيف يحضر المجتمع المغربي في البحث الجامعي؟”، التي أطرتها ثلة من الأساتذة: “ميلودة الفريحي”، “محمد البوقيدي” و “عادل بلعمري”.
سير الندوة الأستاذ “سعيد أجردان” الذي تحدث في بداية اللقاء عن السياقات التي يحيلنا عليها السؤال الذي يطرحه عنوان الندوة، والدلالات التي ينفتح عليها، كما يحيلنا على الباحثين الكبار الذين تناولوا المجتمع المغربي في سنوات سابقة مذكرا هنا ب “بول باسكون” وأطروحة “المجتمع المركب”…
تطرقت المداخلة الأولى إلى الإشكاليات المرتبطة بتعريف مفهومي “المجتمع” و “البحث الجامعي”، ثم أشارت إلى أسماء جامعات ارتبطت دراساتها وأبحاثها بالمدن التي تقع فيها والتي قدمت لنا مدارس كبرى في البحث مثل “مدرسة شيكاغو”، وقدمت المتدخلة مجموعة من الإحصائيات التي تبين حجم الأبحاث التي تنجز داخل الجامعة المغربية في أسلاك “الإجازة، الماستر والدكتوراه”، لتخلص إلى أنه ليس لدينا إحصائيات حول اهتمام الأبحاث التي تنجز في هذه الأسلاك بالمجتمع المغربي، إلا أن أهم ما يجب طرحه هو إلى أي درجة تخدم الجامعة المجتمع المغربي؟ وما فائدة البحث إذا كان سيظل حبيس رفوف الجامعة في أحسن الأحوال؟ ثم ما فائدة البحث إذا كان الهم هو الحصول على النقطة؟، لتؤكد المتدخلة على ضرورة ربط الجامعة بمشكلات المجتمع، وتعزيز التواصل بين القيادات السياسية بالبلد بالقيادات الإدارية للجامعات للاستفادة من مخرجات البحوث وتطويرها في السياسات العمومية.
في المداخلة الثانية للأستاذ “محمد البوقيدي”، تحدث المتدخل عن كون المجتمع المغربي قد شكل منذ أواخر القرن 19 وحتى الاستقلال مثار اهتمام العديد من الباحثين والدارسين من مختلف الجنسيات الأوروبية والأمريكية، وقد راكمت هذه المرحلة مادة معرفية لا يستهان بها في مختلف المجالات، بحيث أصبح كل باحث مغربي لا مناص له من الرجوع إلى دراسات التراث الكولونيالي في الحقول الاجتماعية حصرا. وهنا قدم الأستاذ البوقيدي مجموعة من النماذج ك “روبير مونطاني” و “إدموند دوتي”، “ميشو بيلير”….
وحتى الدراسات والأطروحات التي أنجزها الجيل الأول والثاني من المغاربة، ومعظمهم أنجزها بجامعات في الغرب، لم تخرج عن سياق الدراسات السابقة، وإن كانت في سياق التخلص من السوسيولوجيا الكولونيالية، وقد ساهمت هذه الأطروحات في دراسة المجتمع المغربي.
وقد طرح الأستاذ “البوقيدي” إشكالية مرتبطة بالنشر والاستثمار في البحث العلمي، متسائلا عن كم البحوث والدراسات الجامعية المغربية التي عرفت طريقها للنشر، وهل ما ينشر يستثمر من طرف الساسة المشرفين على تدبير الشأن العام…؟
تطرقت المداخلة الثالثة للأستاذ “عادل بلعمري”، عن الكيفية التي يحضر بها المجتمع المغربي في البحث الجامعي والمتمثلة في الموضوعية في التناول، رغم أن الدراسات في العلوم الاجتماعية تطرح إشكالية الذاتية والموضوعية، ومعظم الدراسات خصوصا في علم الاجتماع، خاصيتها الأساسية هي تناول القضايا الساخنة بدم بارد، عن طريق العمل بمبدأ الحياد العلمي والتجرد على مستوى الرأي والمواقف.
إن الممارسة البحثية –حسب الأستاذ بلعمري- هي استعداد ذهني يكتسب عن طريق التجربة والممارسة، عن طريق الاحتكاك من خلال المدة الزمنية التي يقضيها الباحث داخل الميدان، ويحضر لدى الباحث التراكم من خلال كل هذا.
تساءل الأستاذ بلعمري عن الكيفية التي تحضر بها المناهج، وما هي المناهج والأدوات الأصلح لمقاربة المجتمع المغربي؟
ويؤكد المتدخل على أن فضاءات التقاء الباحثين من مثل هذا الفضاء الذي يجمعنا اليوم، والتداول حول النتائج وكيفية أجرأتها من شأنها التطوير في الأدوات المنهجية لمقاربة المجتمع المغربي.
قدم المتدخلون والحاضرون في هذا اللقاء مجموعة من التوصيات تتعلق بتطوير وتعزيز تملك الباحثين للمناهج والأدوات البحثية، خصوصا مع الطلبة وداخل فضاءات المراكز البحثية، كما تم التركيز على ضرورة البحث في التصورات السياسية والأيديولوجية للمجتمع المغربي.