الرائدة في صحافة الموبايل

انطلاق محادثات أمريكية-إيرانية غير مباشرة في سلطنة عُمان وسط ترقب إقليمي ودولي

بدأت يوم أمس السبت في العاصمة العمانية مسقط جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، بوساطة سلطنة عُمان، تركز على الملف النووي الإيراني، وسط أجواء تتراوح بين الحذر الإيراني، والتصعيد الإسرائيلي، والتأرجح الأمريكي بين الدبلوماسية والضغط.

ورغم إعلان الرئيس الأمريكي خلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، الثلاثاء الماضي، عن نية بلاده الانخراط في مفاوضات مباشرة مع طهران بشأن برنامجها النووي، فإن طهران شددت على أن طبيعة المحادثات الجارية غير مباشرة، وتستهدف في مرحلتها الأولى اختبار جدية واشنطن ونواياها، في ظل سجلّ أمريكي سابق تُخيم عليه الشكوك من وجهة النظر الإيرانية.

وفي هذا السياق، صرّح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن بلاده تدخل المحادثات بـ”حذر مشروع”، في ضوء التجارب السابقة، مستحضرًا الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب، وهو ما خلّف فقدانًا للثقة ما زال يلقي بظلاله على أي محادثات جديدة.

من جانبها، تتابع إسرائيل المحادثات بعين القلق، وقد عبّرت وسائل إعلام عبرية عن أملها في فشلها، ما قد يفتح الباب أمام تحرك عسكري مشترك مع واشنطن ضد إيران. في وقت تتزايد فيه الدعوات في الأوساط السياسية الإسرائيلية لاعتماد ما يسمى بـ”نموذج ليبيا” في التعامل مع الملف النووي الإيراني، وهو النموذج الذي دعا إليه نتنياهو صراحة عقب لقائه لالرئيس ترامب، مطالبًا باتفاق يؤدي إلى تفكيك كامل ونهائي للبرنامج النووي الإيراني، كما حدث مع ليبيا في 2003.

وعلى هامش المحادثات، التقى عراقجي نظيره العُماني يوسف البوسعيدي وسلّمه المقترح الإيراني بشأن الإطار العام للمفاوضات، مؤكدًا على رغبة بلاده في التوصل إلى “اتفاق عادل ومشرّف”، يقوم على التكافؤ والندية بين الطرفين، محذرًا في الوقت نفسه من أن نجاح المفاوضات مرهون بـ”نظرة الطرف المقابل وجديته في الانخراط بمحادثات حقيقية على قاعدة متكافئة”.

هذا وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا متصاعدًا، خاصة مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة وتكرار الضربات الجوية على الأراضي السورية، ما يجعل من أي اختراق في الملف النووي الإيراني حدثًا ذا أثر يتجاوز طهران وواشنطن ليطال كامل الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد