الرائدة في صحافة الموبايل

قرصنة CNSS تكشف المستور.. “الماجيدي” يتقاضى راتبا قدره 1.300.000 درهم مغربي! (وثيقة مسربة)

في عملية قرصنة جزائرية، الأولى والأقوى من نوعها، تم استهداف بيانات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS) المغربي، ليتم الكشف عن معلومات حساسة تمس شخصيات بارزة في المملكة وتفضح تفاصيل مالية لم يكن من المفروض أن تخرج للعلن. أحد أبرز هذه التسريبات طالت السكرتير الخاص للملك محمد السادس، محمد منير المجيدي، والذي يتقاضى راتبًا شهريًا قدره 120.000 يورو، أي ما يعادل 1.300.000 درهم مغربي.

محمد منير الماجيدي، الذي يشغل عدة مناصب استراتيجية في المملكة المغربية، يعد من أبرز الشخصيات التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالعائلة الملكية. فهو رئيس “المدى القابضة”، الشركة المملوكة للعائلة الملكية، ومدير مهرجان “موازين” الذي يُعتبر أحد أكبر المهرجانات الموسيقية في المنطقة. إلى جانب هذه المناصب، أدار الماجيدي مجموعة من الشركات الكبرى التي تشمل “سيجر” و”مجموعة الأونا” التي تملك العديد من المصالح في مجالات مختلفة مثل السكك الحديدية والمطارات.

بالإضافة إلى ذلك، تولى الماجيدي منصب رئيس الهولدينغ الملكي “سيجر” في عام 2002، حيث كان يشرف على مجموعة من الشركات التابعة للأسرة الملكية، مثل “مجموعة الأونا” و”المكتب الوطني للسكك الحديدية” و”أوندا”، التي تدير المطارات. كما أسس شركة “إف.سي.كوم” (First Contact Communication)، التي تعمل في مجال اللوحات الإشهارية، وأصبح أحد أكبر المحتكرين لهذا القطاع في المغرب بفضل امتيازات متعددة استفاد منها.

ولطالما ارتبط إسم محمد منير الماجيدي، بشكل وثيق بالسلطة والمال في المغرب، ليصبح في السنوات الأخيرة أحد أبرز الشخصيات المثيرة للجدل، والذي يتساءل كثيرون عن هويته، لاسيما بعد انفجار “فضيحة صفقة هكتارات تارودانت”، التي تم فيها بيع أراضي شاسعة تمتد على عدة هكتارات بثمن تفضيلي يقدر بخمسين درهمًا للمتر المربع، في حين أن سعرها الفعلي يصل إلى خمسة آلاف درهم. وهذا ليس مجرد حادث منفصل، بل حلقة من سلسلة أحداث وظروف وضعت الماجيدي في دائرة الضوء.

إذ سبق لهذا الأخير أن ارتبط إسمه في فضائح أخرى سابقة مثل “أوراق بنما” و”ويكيليكس”، ليجد نفسه مرة أخرى في صدارة الأحداث وعلى عناوين المواقع والأخبار، مما يزيد من تعقيد صورة الشخصيات البارزة في المراكز الحساسة، وكشف الخفايا والخبايا المالية لهؤلاء.

ورقة عن محمد منير الماجيدي

منير الماجيدي لم يكن ينحدر من أسرة مرموقة او فاحشة الثراء، نشأ في حي التقدم الشعبي في الرباط، من أسرة متواضعة، وبدأ حياته الدراسية مع نوفل، ابن الوزير الأول الأسبق أحمد عصمان، نسج صداقة متينة مع زميله في الفصل نوفل، نجل الوزير الأول الأسبق أحمد عصمان من زوجته الأميرة للا نزهة، شقيقة الملك الراحل الحسن الثاني. هذه الصداقة فتحت أمام “ولد التقدم” أبواب القصر، إذ أصبح مقربًا من أبناء خال نوفل، وفي مقدمتهم ولي العهد آنذاك الأمير سيدي محمد.

وبعد وفاة نوفل ابن عمة ولي العهد آنذاك سيدي محمد، بعد إصابته بمرض عضال، ثم وفاة والدته في حادثة مأساوية، وكبيعي أن يخلّف هذا الفقد أثرًا بالغًا في نفوس أفراد العائلة الملكية. ومن باب الوفاء لذكرى الفقيد، ظل الماجيدي يحظى بمكانة خاصة ضمن الدائرة المقربة من ولي العهد، لتبدأ بذلك رحلة صعود مكوكية بعد أن “وضع اليد على مفاتح السعد”، أو لنقل؛ ضربة حظ غرائبية حوّلته من “ولد التقدم” إلى أعلى مراتب التقدم.

وكان صعود الماجيدي سريعًا ونفاثا، إذ سرعان ما أصبح أحد أبرز المقربين من الملك محمد السادس بعد توليه العرش سنة 1999. وقد كلفه الملك بإدارة صندوق المال الخاص به، مما عبد الطريق أمامه للسيطرة على ثروات ضخمة. عبر احتكار قطاع اللوحات الإشهارية، حيث أسس شركة “ف. سي. كوم” التي استحوذت على أكثر من 1200 موقع إعلاني في المغرب، وهكذا تمكن الماجيدي من تعزيز ثروته ونفوذه داخل مراكز القرار.

ومن خلال موقعه كـ “كاتب خاص للملك”، أصبح الماجيدي يسيطر على مفاصل الاقتصاد المغربي، حيث لعب دورًا محوريًا في العديد من الاستثمارات والمشاريع الكبرى. فالماجيدي ليس مجرد مستشار سياسي، بل أصبح جزءا لا يتجزأ من “الباطرونا الجديدة”، وصارت قراراته تعلو ولا يعلى عليها في القطاعات الاقتصادية الحيوية، بدءًا من البنوك ووصولاً إلى شركات الاتصالات والطاقة.

لكن التوسع الهائل لنفوذ الماجيدي لم يخلُ من الشبهات، ففضيحة “هكتارات تارودانت” كانت بمثابة شرارة أثارت غضب الملك محمد السادس، بعد أن أصبح منير الماجيدي محط أنظار الإعلام والمجتمع بسبب سلوكه الذي أثار الشكوك حول استخدام واستغلال الجاه من أجل المال.

ورغم أن الماجيدي يظل أحد أغنى الرجال في المغرب، إلا أن ثروته ونفوذه يظلان موضوعًا للجدل، بين من يراه صاحب مكانة مشروعة بفضل ذكائه وعلاقاته، وفي من يراه شخصًا استفاد من سلطته لتكديس الثروات على حساب الدولة والشعب. ومع هذه التسريبات التي كشفت النقاب عن راتبه الشهري وقس على ذلك فيما ما ملكت يمينه، كيف سيراه المغاربة والعالم بعد اللعب على المكشوف وتسريب وثيقة تمشف راتبه وهل سيكون لذلك أثر على صورته؟!

يشار أن الهجوم على CNSS، والذي يُعتقد أنه رد على اختراق سابق استهدف وكالة الأنباء الجزائرية APS، يثير تساؤلات بشأن الأمن الرقمي في المغرب ويكشف عن التحديات المتزايدة في حماية البيانات الحساسة، خاصة في ظل العلاقات الدولية المعقدة.

ملحوظة: تم الاعتماد على بعض القصاصات والاقتباسات من مواقع أخرى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد