فاطمة الشرنوبي تفتح “شباك المنور” على قطعة فنية
كريم محمد الجمال
قدمت الكاتبة المصرية “فاطمة الشرنوبي” في روايتها “شباك المنور” المنشورة في يناير الماضي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، رؤية فنية جديدة تعبر عن حياة فتاة تعاني من متغيرات الحياة، وتبحث عن هويتها، وتحاول دوما استكشاف العالم.
فازت الرواية، المنشورة في دار الشروق المصرية الكبيرة، بجائزة “خيري شلبي” الاسم البارز في عالم الرواية العربية المعاصرة، واستطاعت فاطمة الشرنوبي إيصال إحساس المرأة والفتاة بفطرتها وغريزتها كامراة قبل أن تكون كاتبة.
تميزت الرواية بالصدق والواقعية في مواضع والخيال والفانتازيا في مواضع أخرى في مزج سردي ممتع، ولغة شعرية رصينة، طوعت فيها الكاتبة إمكانياتها وإمكانيات اللغة لتوصيف الأحداث والمواقف والشخصيات. واهتمت الكاتبة بالترميز ونجحت جدا في الخروج بالشخصيات من قوالب وقيود الزمان والمكان لتصل بالخيال لعوالم سردية أخرى.
كما اتسم أسلوب “فاطمة الشرنوبي” بالسلاسة والامتداد والمرونة، وهذا هو التحدي الكبير الذي حققته الرواية من تطويع التقنيات الكتابية الحديثة والكلاسيكية والتجريبية في تحويل الشخصيات والأحداث إلى حوار وسرد.
يمكن للقارئ بعين متأنية أن يشعر بتدفق في كتابة “فاطمة الشرنوبي” فهذه الرواية لا بد وانها قد استنفدت من مكنون الكاتبة الكثيرة، فكأنها بركان وانفجر في الكتابة، مخزون كبير من اللغة والقراءة والتأمل والتجارب، كما أن المتفحص قد يصل بين السطور لشخصية الكاتبة الحقيقية التي تتسم بالتردد قليلا، وبالعصبية وبالقلق وهي صفات أغلب المبدعين.
أعتقد أن قوة وتميز الرواية يكمن في نقطتين، أولهما المناطق الحساسة الساخنة التي تناولتها في المجتمع، وتناولتها من قريب أحيانا ومن بعيد أحياناً أخرى مثل طبيب ينكأ الجراح بمشرطه بدقة، وثانيا أن تعبير ومشاعر الشخصية النسائية لابد أن تكتبها كاتبة، ويصعب على أي كاتب استيعابها وكتابتها وتصويرها وتناولها من هذه الزوايا كما فعل قلم “فاطمة الشرنوبي” في “شباك المنور”.