“يوم القدس العالمي”.. حضور باهت في غياب نصر الله وقيادات حماس
دنا بريس – كريم محمد الجمال
يحلّ “يوم القدس العالمي” هذا العام وسط فتور غير مسبوق، حيث غابت عنه الشخصيات البارزة التي لطالما شكلت المشهد في الأعوام الماضية. وكان هذا اليوم قد أطلقه قائد الثورة الإيرانية، روح الله الخميني، في الجمعة الأخيرة من كل رمضان، ليكون مناسبة توحد الأمة الإسلامية حول دعم القضية الفلسطينية، متجاوزًا الانقسامات السياسية.
وعلى مدار السنوات الأخيرة، ارتبطت فعالياته بخطابات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وكلمات قادة الفصائل الفلسطينية مثل إسماعيل هنية، يحيى السنوار، و”أبو حمزة” المتحدث باسم سرايا القدس، إلى جانب مسيرات في سوريا، اليمن، العراق، وقطاع غزة.
لكنها هذا العام؛ اي الذكرى، بدت باهتة، وغابت تلك الشخصيات، التي لطالما لعبت دورًا محوريًا في إيصال رسائل سياسية وعسكرية خلال المناسبة. وكان خطاب نصر الله، الذي عادة ما كان يحمل مفاجآت وتطورات بشأن الصراع مع إسرائيل، أحد أبرز ملامح هذا اليوم، إذ كان يحظى بمتابعة إعلامية مكثفة حتى داخل الأوساط الإسرائيلية، غير أن غيابه هذا العام ترك فراغًا واضحًا في المشهد.
ورغم استمرار المسيرات في دول مثل تركيا، باكستان، أفغانستان، الهند، إندونيسيا، وبعض الدول العربية كالبحرين، تونس، الجزائر، والكويت، إلا أن الاهتمام الإعلامي بهذا اليوم شهد تراجعًا ملحوظًا. ويعزو بعض المراقبين هذا التراجع إلى تصاعد الضغوط الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، مقابل انحسار قوة الأطراف التي كانت تتصدر المشهد في المواجهة مع واشنطن وتل أبيب.
ويشير آخرون إلى أن التغيرات السياسية في المنطقة لعبت دورًا في ذلك، حيث تتجه إيران، في ظل إدارة رئيسها الجديد، إلى إعطاء الأولوية للوضع الداخلي على حساب الملفات الإقليمية، فيما يواجه اليمن تصعيدًا مباشرًا مع الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل. أما في لبنان، فتفاقمت الأزمات الأمنية والاقتصادية، إضافة إلى تحييد العراق سياسيًا بموجب تفاهمات بين الحكومة العراقية والإدارة الأمريكية.
في المقابل، يبقى الوضع في غزة الأكثر تعقيدًا، إذ تتزايد الضغوط المرتبطة بمخططات التهجير، مع استمرار الحصار وتأخير إعادة الإعمار، في ظل تداخل الأجندات الإقليمية والدولية. وبينما تترقب المنطقة تطورات المرحلة المقبلة، يبدو أن المشهد السياسي في طريقه إلى تحولات عميقة، قد تظهر ملامحها بشكل أوضح خلال الفترة القادمة.