المخرج حميد زيان يعيش حالة نشاط وإبداع بين السينما والتلفزيون
دنا بريس – متابعة
يعيش المخرج السينمائي والتلفزيوني حميد زيان حالة نشاط استثنائي، متألقًا بثلاثة أعمال فنية متميزة، منحت مسيرته دفعة قوية وزادت من ثقته في اختياراته الإبداعية. فبعد أن بصم اسمه في المشهد السينمائي بفيلمه الروائي الطويل بنت الفقيه، الذي يواصل عروضه للأسبوع السادس على التوالي بإقبال جماهيري مشجع، يعود زيان ليؤكد حضوره القوي في الشاشة الصغيرة خلال شهر رمضان عبر شريط بنت العم على القناة الثانية وسلسلة زواج ليلة تدبيره عام على القناة الأولى.
في حديثه عن هذه التجربة، أوضح زيان أن المشترك بين هذه الأعمال هو الحضور البارز للموسيقى، التي أضفت لمسة جمالية وإيقاعًا خاصًا على كل مشروع. ففي بنت الفقيه، تعيش البطلة قصة تحدٍّ داخل مجتمع محافظ، حيث تصر على تحقيق حلمها رغم القيود المفروضة عليها. أما في بنت العم، فتُسلَّط الأضواء على صراع الإرث بين الأقارب، حيث تجد البطلة نفسها في مواجهة الطمع والخديعة قبل أن ينصفها القانون. بينما تحمل سلسلة زواج ليلة تدبير عام بعدًا كوميديًا، من خلال قصة شابين يختبران صلابة علاقتهما خلال فترة الخطوبة عبر مواقف طريفة تحمل رسالة اجتماعية حول مفاهيم الزواج والتفاهم بين الشريكين.

زيان، الذي يعتبر نفسه “محظوظًا” هذا العام بوجوده في ثلاثة أعمال كبرى، يرى أن لا فرق جوهريًا بين السينما والتلفزيون، سوى في مساحة الحرية التي توفرها السينما مقارنة بالإنتاجات التلفزيونية، خصوصًا خلال شهر رمضان، حيث تزداد معايير الرقابة احترامًا لخصوصية الجمهور. ورغم رضاه النسبي عن نجاح الأعمال الثلاثة، إلا أنه يدرك أن المجال الفني لا يوفر ضمانات، بل هو مغامرة مستمرة تتطلب الاجتهاد والإصرار.
وعلى غرار هذا الزخم الفني، يستعد زيان لخوض تجربة جديدة عبر تصوير الجزء الثاني من السلسلة الأمازيغية آفادار (الصبار) للقناة الأمازيغية، بالتعاون مع المنتج عبد الرحيم هربال، إلى جانب مشروع سينمائي جديد بعنوان رابحة في بروكسيل، الذي سيتم تصويره بين المغرب وبلجيكا الصيف المقبل، ليواصل بذلك رحلته في عالم الإبداع، مسلحًا بالشغف والطموح.