دنا بريس
شهدت مدينة خنيفرة انعقاد الندوة الدولية الثانية حول موضوع “التحولات الهيكلية في المغرب.. تأملات في نماذج التنمية والقضايا الاجتماعية الترابية”، بمبادرة من المدرسة العليا للتكنولوجيا، بمشاركة شخصيات رسمية وأكاديمية رفيعة المستوى.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الأمين العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، يونس بنعكي، أن الجهة تمثل الإطار الأنسب لتنزيل السياسات العمومية وتحقيق التنمية المتوازنة وفق رؤية تشاركية. واستحضر في هذا السياق مضامين الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة، حيث شدد جلالة الملك محمد السادس على ضرورة تسريع تنفيذ هذا الورش بعد استكمال هياكله القانونية والمؤسساتية.
وأوضح بنعكي أن المرحلة الحالية تقتضي تثمين المكتسبات المحققة واستكشاف سبل التغلب على التحديات، بما يعزز دور الفاعلين المحليين في تحقيق العدالة المكانية والتنمية المستدامة. وأشار إلى أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي قدم مجموعة من التوصيات التي تتقاطع مع مخرجات المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة.
من جانبه، أكد رئيس منتدى الصحراء للحوار والثقافات، صلاح السويدي، أن التحولات البنيوية التي يشهدها المغرب ليست مجرد نظريات أكاديمية، بل واقع ملموس يتطلب إعادة النظر في النماذج التنموية التقليدية. وأبرز أن تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة يستوجب بلورة استراتيجيات جديدة تتجاوب مع التحولات العميقة في الاقتصاد والمجتمع.
وناقش المشاركون في الندوة جملة من التحديات المرتبطة بالتنمية الجهوية، أبرزها خلق فرص العمل، تعزيز القطاعات الإنتاجية، مكافحة الفقر والهشاشة، وتحقيق العدالة المجالية من خلال توزيع عادل للموارد والاستثمارات. كما استعرض الكاتب العام لمنتدى الصحراء للحوار والثقافات، منير صالح، تطور الجهوية في المغرب، من دورها الاستشاري إلى دورها التنموي، مع تقديم نموذج جهة الرباط سلا القنيطرة كمثال للتحول المؤسساتي والتنموي.
وحضر أشغال الندوة عامل إقليم خنيفرة، ورئيس جامعة السلطان مولاي سليمان بالنيابة، ورئيس مجموعة الجماعات الأطلس، وسفير جمهورية جيبوتي بالمغرب، إلى جانب نخبة من الباحثين والمسؤولين المؤسساتيين. وعلى هامش الفعاليات، نظمت زيارات رسمية لبعض المؤسسات التعليمية ودار الشباب بالمدينة.