هذه “ألبانيا”.. موطن السحر والجمال على البحر الأدرياتيكي!
هيئة تحرير دنا بريس
تقع ألبانيا، وهي جمهورية صغيرة في منطقة البلقان بجنوب شرق أوروبا، ويحدها من الشمال الغربي الجبل الأسود، ومن الشمال الشرقي كوسوفو، ومن الشرق مقدونيا الشمالية، ومن الجنوب والجنوب الشرقي اليونان، بينما يحدها من الغرب البحر الأدرياتيكي. عاصمتها وأكبر مدنها تيرانا، تليها مدن دراس (دوريس)، فلورا، وشكودر، فيما يُعد ميناء دوريس أكبر موانئها.
تُعد ألبانيا دولة ذات غالبية مسلمة، حيث يشكل المسلمون النسبة الأكبر من سكانها إلى جانب أقليات مسيحية من الكاثوليك والأرثوذكس. وعلى الرغم من هذا التنوع الديني، فإن البلاد تعتمد نظامًا برلمانيًا ديمقراطيًا يقوم على دستور يضمن الحريات الدينية والفصل بين الدين والدولة. ويشكل القطاع الزراعي والصيد البحري جزءًا أساسيًا من النشاط الاقتصادي للسكان، حيث تشتهر ألبانيا بإنتاج المحاصيل الزراعية مثل الزيتون والعنب والقمح، إلى جانب الصناعات المرتبطة بصيد وتعبئة الأسماك. كما شهد الاقتصاد الألباني تطورًا ملحوظًا في العقود الأخيرة، خاصة في مجالات السياحة والطاقة والبنية التحتية، مما أسهم في تعزيز مكانتها كوجهة استثمارية ناشئة في منطقة البلقان.
تمتاز ألبانيا بثرائها المعدني، حيث تتوفر على احتياطات مهمة من النحاس، والكروم، والنيكل، والفحم البني (اللجنيت)، إضافة إلى رواسب الذهب والحديد. كما تمتلك البلاد احتياطات من النفط والغاز الطبيعي، ما جعل قطاع الطاقة أحد المحاور الاستراتيجية في اقتصادها.
وفي إطار تطوير بنيتها الصناعية، أنشأت الحكومة الألبانية محطات لتكرير النفط ومرافق صناعية لتعزيز القيمة المضافة لمواردها الطبيعية. وتتصدر الصناعات الألبانية قطاعات مثل إنتاج الأسمنت، والأسمدة الكيميائية، والمنتجات الغذائية، والصناعات النسيجية، إلى جانب الصناعات الخفيفة التي تشكل دعامة أساسية للاقتصاد المحلي.
تحتل المرتفعات الجبلية معظم مساحة ألبانيا، حيث تمتد جبال الألب الألبانية في الشمال بارتفاع يصل إلى نحو 2,590 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وتضم أعلى قمة في البلاد، وهي جبل كوراب في الشمال الشرقي. إلى جانب التضاريس الجبلية، يمتد السهل الساحلي الألباني بمحاذاة البحر الأدرياتيكي، مما يمنح البلاد تنوعًا طبيعيًا لافتًا. وتغطي الغابات نحو 30% من مساحة البلاد، ما يجعلها غنية بالتنوع البيئي.
تصب الأنهار الرئيسية في ألبانيا في البحر الأدرياتيكي، وتتميز البلاد بوجود بحيرات مشتركة مع دول الجوار، مثل بحيرة أوهريد التي تشترك فيها مع مقدونيا الشمالية، وبحيرة سكوتاري مع الجبل الأسود، وبحيرة بريسبا التي تتقاسمها مع كل من مقدونيا الشمالية واليونان. ويسود المناطق الساحلية مناخ متوسطي معتدل يتميز بصيف حار وجاف وشتاء ممطر، حيث يتراوح معدل الهطول السنوي بين 100 و150 سم، مما يجعل ألبانيا تتمتع بطبيعة خلابة تجمع بين الجبال الشاهقة، والأنهار المتدفقة، والسواحل الممتدة على البحر الأدرياتيكي.
شهدت ألبانيا تعاقب حضارات عديدة، إذ خضعت للحكم الروماني ثم الفتح العثماني، وتعرضت لاحقًا لنفوذ الاتحاد السوفيتي، قبل أن تحصل على استقلالها في عام 1991. وتُعد تيرانا عاصمة البلاد وأكبر مدنها، حيث تقع في السهل الساحلي الغربي، على نهر إش، وعلى بعد 32 كم من البحر الأدرياتيكي. ترتفع المدينة نحو 120 مترًا عن سطح البحر، عند سفح جبل دايتي الذي يبلغ ارتفاعه 1,600 متر، وتحيط بها التلال من الجهات الشرقية والجنوبية والغربية.
وقد ساهم موقع تيرانا المتميز، وخصوبة أراضيها، وكثرة غاباتها، وتوفر المياه، وشبكة الطرق التي تربطها بالبحر، في تطورها السريع وازدهارها. وتدل الوثائق التاريخية والآثار المكتشفة، مثل قلعة تيركان التي تعود إلى القائد البيزنطي بروكوبيوس في القرن السادس، على أن المنطقة كانت مأهولة بالسكان منذ العصر الحجري الحديث، فيما يشير نظام القلاع المحيط بالمدينة إلى دورها الدفاعي عبر العصور.
أما ميناء دوريس، فهو أكبر موانئ ألبانيا وأحد أهم الموانئ في البحر الأدرياتيكي والبحر الأيوني، حيث يقع جنوب غرب مدينة دوريس، في الجزء الشمالي من الخليج الذي يحمل نفس الاسم. يُعد الميناء مركزًا رئيسيًا للتجارة الدولية، حيث يتعامل مع البضائع السائبة الجافة، والحاويات، والركاب، والشحنات التجارية المتنوعة، كما يضم حوضًا لبناء السفن ومرافق مخصصة للسفن العسكرية وسفن الصيد، ما يعزز دوره كمحور استراتيجي للنقل البحري في المنطقة.