الرائدة في صحافة الموبايل

معرض الكتاب الإفريقي بمراكش.. تسليط الضوء على الإرث الفكري لفرانتز فانون

أفرد معرض الكتاب الإفريقي بمراكش والذي تنظمه جمعية “نحن فن إفريقيا”، حلقة نقاشية حول الطبيب والفيلسوف الفرنسي “فرانتز فانون” والمعروف بمواقفه النضالية ضد العنصرية و المناهضة للاستعمار. وسلط المشاركون الضوء على أهمية الإرث الفكري لفرانتز فانون وتأثيره في النضالات المعاصرة.

أقيم اللقاء تحت عنوان”فكر فرانتز فانون في مواجهة الزمن”، الأهمية التي يحظى بها فكر فانون، لا سيما في ظل الأزمات السياسية والاجتماعية في القارة الإفريقية وبلدان المهجر.

وأولت الدورة الحالية “الثالثة” لمهرجان الكتاب الإفريقي بمدينة مراكش، والتي شارك فيها نحو 50 كاتبًا من أكثر من 20 دولة، اهتماما خاصا بأصوات النساء في إفريقيا، والطرق العديدة التي تنعكس بها في الأدب العالمي وإبرازها بطريقة فنية مختلفة.

وفي هذا السياق، أكدت الكاتبة والصحفية الفرنسية، رقية ديالو، أن إعادة قراءة الإرث الفكري لفانون اليوم يظهر أن آليات الهيمنة والاغتراب التي ندد بها ما زالت قائمة.

وأوضحت أن كتابات فانون كانت سابقة لعصرها، حيث تناولت مواضيع مهمة لا سيما آثار القمع على الصحة النفسية، وهو موضوع حاضر بقوة في الحركات المعاصرة.

من جانبه، تحدث الأكاديمي والكاتب السنغالي، فيلوين سار، عن كيفية تطور نظرته لفكر فانون مع مرور الوقت؛ حيث انتقل من قراءة أولية غير مؤثرة إلى إلهام كبير به دفعه إلى المشاركة في كتابة مسرحية مستوحاة من أفكاره.

وأشار إلى أن أعمال فانون تتسم بأسلوب حاد يسعى إلى مخاطبة جمهوره كأفراد متساوين ومحددين بعناية وليس كجمهور مجهول الهوية.

ومن جهته، قال الكاتب الفرنسي-الجيبوتي، عبد الرحمن وابيري، إن علاقة فانون باللغة تعكس “سعيا مطلقا للحرية”، حيث تعتمد على امتلاك اللغة والسيطرة على الخطاب للتعبير عن رؤيته للعالم.

وأضاف أن مقالات فانون، رغم كثرتها وصعوبتها أحيانًا خلال القراءة الأولية لها، إلا أنها تثير المخيلة وتفتح آفاقًا جديدة للفكر.

خدم “فانون” خلال الحرب العالمية الثانية في «جيش فرنسا الحرة وحارب ضد النازيين. التحق بالمدرسة الطبية في مدينة ليون، وتخصّص في الطبّ النفسي ثم عمل طبيباً عسكرياً في الجزائر في فترة الاستعمار الفرنسي، عمل رئيساً لقسم الطبّ النفسي في مستشفى البليدة ـ جوانفيل في الجزائر، حيث انخرط منذ ذاك الحين في صفوف جبهة التحرير الوطني الجزائرية. وعالج ضحايا طرفي الصراع، على الرغم من كونه مواطناً فرنسياً. وفي عام 1955, انضم فرانتس فانون كطبيب إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية (F.L.N).

غادر سرّاً إلى تونس، وعمل طبيباً في مشفى منوبة، ومحرراً في صحيفة «المجاهد» الناطقة باسم الجبهة، كما تولى مهمات تنظيمية مباشرة، وأخرى دبلوماسية وعسكرية ذات حساسية فائقة.

وقد تأثر عديد من النشطاء السياسيين في العصر الحديث بأفكار فانون التقدمية التنويرية مثل المناضل الفلسطيني “باسل الأعرج” وغيرهم الذين طوروا أفكار فانون وربطوها فلاسفة ومفكرين مثل الايطالي “انطونيو جرامشي”.

ومن آراء فانون، الذي يعد من رواد التحرر في دول افريقيا والكاريبي :”إن شعوب العالم الثالث التي تركتها الدول الغربية وحكمت عليها بالتقهقر إلى الوراء، أو على الأقل بالجمود في مكانها، بسبب أنانيتها واستئثارها بالإنسانية، عليها أن تتطور على أساس الاكتفاء الذاتي الجماعي”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد