الكوكب المراكشي سيدات تنهي فصلا بإقالة لطيفة أكنوش.. والأخيرة تصرح بالعكس “الاستقالة”!
دنا بريس – المصطفى الوداي
شهد فريق الكوكب المراكشي لكرة القدم سيدات توتراً داخلياً إثر تصريحات إعلامية غير محسوبة أطلقتها الرئيسة السابقة لطيفة أكنوش، وصفت فيها رئيس الفريق إدريس حنيفة وأمين المال سلوان برادة بـ”الأشباح”. جاء ذلك بالتزامن مع تصدر الفريق جدول ترتيب القسم الاحترافي الثاني في الدورة 14، ما أثار جدلاً في وقت حساس يصارع فيه الفريق من أجل الصعود إلى قسم الصفوة.
تصاعدت حدة التوتر بعدما تقدمت اللاعبات والمدرب بعريضة احتجاجية، اتهمت الرئيسة السابقة بسوء المعاملة وتفوهها بألفاظ لا تليق بالمبادئ الرياضية، مما دفع المكتب المديري للتحرك لاحتواء الوضع حيث دعا الرئيس إدريس حنيفة إلى التريث والتعامل بحكمة لتهدئة الخلافات، بل طالب بتأجيل النقاشات الحادة إلى حين عودته من طنجة.
وفي خطوة لإعادة الاستقرار داخل الفريق، قرر المكتب المديري إقالة لطيفة أكنوش من منصبها، خاصة بعدما أثارت تصريحاتها المتعلقة بالأزمة المالية غضب الإدارة. والتي تضمنت في سابقة كروية من نوعها، دعوة للمحسنين لدعم الفريق، ما اعتبرته إدارة الكوكب إساءة لسمعة النادي وتبخيساً لجهود أعضاء المكتب المديري الذين يعتمدون على تمويل ذاتي لتسيير الفريق وتحقيق أهدافه.
وفي اتصال هاتفي مع دنا بريس؛ أوضح أمين المال سلوان برادة، أن الخلاف مع أكنوش يعود إلى مطالبتها بأموال إضافية بعد صرف مبلغ 16,000 درهم تم تقديمه لتغطية منح اللاعبات وبعض المصاريف. مما استدعي الأمر تبرير صرف المبلغ السابق عبر فواتير، إضافة إلى إعداد مشروع ميزانية سنوية وتوفير حساب بنكي خاص بالفريق لضمان تسيير أكثر احترافية. هذه المطالب، وفق برادة، لم تلقَ استجابة من الرئيسة السابقة، ما أدى إلى تصاعد الخلافات.
وفي ظل هذا الوضع، اعتمدت إدارة الكوكب بقيادة إدريس حنيفة على أسلوب الحكمة لتطويق الأزمة، مؤكدة أن أولوياتها تظل في تحقيق أهداف الفريق وضمان استمرارية التلاحم بين أعضائه. هذا النهج الحكيم حافظ على استقرار الفريق، الذي يبقى طموحه الأكبر هو العودة إلى قسم الصفوة وكتابة صفحة جديدة من النجاح.
هذا وفي الوقت الذي يعلن فيه الفريق في بلاغ توصل موقع دنا بريس بنسخة منه، تعيين زكريا أوصالة، رئيسا جديدا للجنة كرة القدم النسوية، لتنضاف إلى مهمته الحالية كرئيس للجنة كرة القدم داخل القاعة. وتشكر أكنوش على مجهوداتها طيلة فترة توليها رئاسة اللجنة، تخرج هذه الأخيرة بتصريح على “موقع مراكش الآن”، تقول فيه أنها استقالت من منصبها بسبب ما وصفته بالظروف المادية والمعنوية الصعبة التي يواجهها الفريق. وأن استقالتها جاءت بعد قناعة بعدم قدرتها على الاستمرار في ظل هذه الظروف، داعية إلى إصلاح الأوضاع داخل الفريق وإيجاد إدارة أكثر توافقاً لتحقيق تقدم ملموس في كرة القدم النسائية بالمغرب.
لطيفة أكنوش.. استقالة بسبب الضغوط أم هروب من المسؤولية؟!
غفي تصريحها المثير للجدل، أعلنت لطيفة أكنوش، الرئيسة المنتدبة السابقة لفريق الكوكب المراكشي لكرة القدم سيدات، طلب إعفائها من منصبها بسبب ما وصفته بـ”الظروف المادية والمعنوية الصعبة” التي عانى منها فرع كرة القدم النسائية بالنادي. وأشارت إلى أن الضغوط التي تعرضت لها أثرت على أدائها، متهمة بعض أعضاء المكتب المسير بالسب والشتم على خلفية مطالباتها المستمرة بصرف مستحقات اللاعبات.
من جهة أخرى، يرى أعضاء من المكتب المديري أن استقالة أكنوش جاءت بعد فشلها في إدارة شؤون الفريق بفعالية، مؤكدين أن تصريحاتها التي تلمح إلى غياب الدعم لا تعكس الواقع. وبحسب أمين المال، سلوان برادة، فإن المكتب كان قد وفر لها مبلغ 16,000 درهم لتغطية مستحقات اللاعبات، لكنه اشترط تقديم تبرير للمصاريف قبل صرف أي مبالغ إضافية، وهو ما لم تقم به.
أكنوش بررت موقفها بالإشارة إلى ضعف التواصل بين مكونات الفريق، وغياب التنسيق بين الإدارة واللاعبات، ما أثر سلباً على سير العمل. بينما ترى أطراف أخرى أن تصريحاتها الإعلامية حملت طابع “الاستجداء” و”التبخيس”، خصوصاً حين دعت المحسنين لدعم الفريق، ما اعتُبر إساءة لصورة نادٍ عريق يعتمد على تسيير احترافي وجهود ذاتية.
وفي الوقت الذي أكدت فيه أكنوش أنها كانت تسعى لتحسين أوضاع الفريق وتعزيز تكوينه، اعتبر المكتب المديري أن استقالتها تأتي في توقيت حساس، حيث يتصدر الفريق ترتيب القسم الاحترافي الثاني ويقترب من تحقيق حلم الصعود. وأكدوا أن إدارة الكوكب اعتمدت على الحكمة لضمان استقرار الفريق، مشيرين إلى أن العمل الجاد والتلاحم بين الأعضاء هو السبيل لتحقيق أهداف النادي.
ليبقى السؤال: هل كانت استقالة أكنوش نتيجة حقيقية لضغوط خارجة عن إرادتها، أم أنها محاولة للهروب من مسؤولية تسيير فريق يتطلع للصعود في ظل تحديات كبيرة؟!
ملحوظة: للجهات المعنية حق الرد