المغرب يستقبل السنة الأمازيغية بمظاهر احتفال كبيرة
هيئة تحرير دنا بريس
يمتاز المغرب بطيف حضاري وثقافي متنوع ومتفرد، ومن ذلك تراثه الأمازيغي الأصيل. وقد لفتت احتفالات المغرب برأس السنة الأمازيغية الجديدة عديد وسائل الإعلام العربية والعالمية.
ونشر موقع “اليوم السابع” المصري تقريرا عن مظاهر احتفال المغرب المميزة برأس السنة الأمازيغية، واصفا إياها بالاحتفالات بالكبيرة.
وبحسب التقرير، تحتفل بلدان مختلفة من المغرب العربي وفي مالي والساحل، بالإضافة إلى نيجيريا، برأس السنة الأمازيغية، ويتزامن مع اليوم الثاني عشر من العام الميلادى، حيث تبدأ السنة الأمازيغية من سنة تسعمائة وخمسين قبل الميلاد، وبالتالى فإن التقويم الأمازيغي يزيد تسعمائة وخمسين سنة عن التقويم الميلادي.
ورصدت كاميرا الوكالة الأوروبية صورا للاحتفال من داخل العاصمة المغربية الرباط، حيث خرج السكان إلى الشوارع مرتدين الأزياء الشعبية وسط حالة من الفرحة والسعادة الكبيرة بتوزيع الطعام التقليدي الخاص باحتفالات العام الأمازيغي.
وارتبط يناير لدى الأمازيغيين بمعتقدات ضاربة في القدم، فمثلا يعتقد الأمازيغ أن من يحتفل بيناير سيحظى بسنة سعيدة وناجحة، ويختلف شكل الاحتفال من قبيلة إلى أخرى، ويبدو أنه حتى بعض القبائل العربية تحتفل بالسنة الأمازيغية.
وقد شهد المغرب في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس اهتماماً غير مسبوق بالتراث الأمازيغي.
وحظيت الأمازيغية لغة وثقافة وهوية طيلة ربع قرن بعناية ملكية خاصة. وكانت أولى الخطوات بخطاب أجدير نواحي خنيفرة الذي ألقاه جلالته بحضور قادة وزعماء سياسيين، فقد اعتبرها جلالته أحد أسس المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي.
وتجلت مواقف صاحب الجلالة الداعمة لكل مكونات وأطياف الهوية الوطنية في دستور 2011 الذي اعترف بالأمازيغية لغة رسمية الى جانب اللغة العربية, وأخيرا اقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا ورسميا لكل المغاربة.
ويعتبر الباحثون والمؤرخون أن اهتمام جلالته بالأمازيغية بدأ بخطاب الذكرى الثانية لعيد العرش بتاريخ 30 يوليوز 2001، الذي أعلن جلالته عن قرار إنشاء مؤسسة ملكية لخدمة اللغة والثقافة الأمازيغية هو المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية, وبعدها خطاب أجدير سنة 2001الذي سيؤكد فيه جلالته أن “النهوض بالأمازيغية مسؤولية وطنية، لأنه لا يمكن لأي ثقافة وطنية التنكر لجذورها التاريخية.
هذا ويعود تاريخ الاحتفال برأس السنة الأمازيغية إلى العصور القديمة، وهو متجذر في الحكايات الشعبية والأساطير في شمال أفريقيا، ويمثل الرابطة بين الأمازيغ والأرض التي يعيشون عليها، فضلاً عن ثروة الأرض وكرمها. ومن ثمّ فإن يناير هو احتفال بالطبيعة والحياة الزراعية والبعث والوفرة، بحسب تقرير ل “الشرق الأوسط” اللندنية.
ويرتبط الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة بأصل تقويمي نشأ قبل التاريخ، يعكس تنظيم الحياة وفق دورات الفصول.
وفي الآونة الأخيرة، اكتسب الاحتفال برأس السنة الأمازيغية أهمية إضافية كوسيلة للحفاظ على الهوية الثقافية الأمازيغية حية.
وبحسب ذات التقرير، تتركز احتفالات يناير على التجمعات العائلية والاستمتاع بالموسيقى المبهجة. تستعد معظم العائلات لهذا اليوم من خلال إعداد وليمة من الأطعمة التقليدية مع قيام الأمهات بتحضير الترتيبات الخاصة بالوجبة.
كما أصبح من المعتاد ارتداء الملابس التقليدية الأمازيغية والمجوهرات خصيصاً لهذه المناسبة. كما يتم التعبير عن وفرة الثروة من خلال طهي الكسكس مع سبعة خضراوات وسبعة توابل مختلفة.
وفي الماضي، كان على كل فرد من أفراد الأسرة يأكل دجاجة بمفرده للتأكد من شبعه في يوم يناير. وترمز البطن الممتلئة في يناير إلى الامتلاء والرخاء لمدة عام كامل.
ومن التقاليد أيضاً أن تأخذ النساء بعض الفتات وتتركه بالخارج للحشرات والطيور، وهي لفتة رمزية للتأكد من عدم جوع أي كائن حي في العيد.
جدير بالذكر ان الحكومة المغربية تبذل مجهودات عدة بغية توفير خدمة الاستقبال باللغة الأمازيغية في مجموعة من الإدارات العمومية، حيث تم تخصيص مئات الموظفين المكلفين باستقبال وتوجيه المرتفقين الناطقين باللغة الأمازيغية لتسهيل ولوجهم للخدمات العمومية، وإدراج اللغة الأمازيغية في اللوحات وعلامات التشوير بمقرات الإدارات والمؤسسات العمومية.
وتؤكد الحكومة أنه تم أيضا توفير خدمة الاستقبال الهاتفي باللغة الأمازيغية في تسعة مراكز للاتصال تابعة لبعض القطاعات الوزارية والمؤسسات العمومية، التي تشهد إقبالا كبيرا من طرف المرتفقين من خلال توفير 63 مكلفا بالتواصل الهاتفي باللغة الأمازيغية.