الرائدة في صحافة الموبايل

“السماوي” يجر عصابة إلى دهاليز السجن

هل يمكنك أن تصدق أن كلمة واحدة قد تُجردك من إرادتك وتدفعك إلى تسليم أموالك ومدخراتك دون مقاومة؟

في ضوء النهار وفي أزقة مألوفة لا تخلو من الحركة اليومية، نجحت عصابة متمرسة في إحكام شباكها حول ضحاياها بأسلوب يثير الرعب، كيف يُمكن لكلمات أو سبحة بسيطة او إيحاءات معينة أن تُفقدك السيطرة على إرادتك؟

في عملية أمنية دقيقة، تمكنت الشرطة الإقليمية بمدينة تمارة بتنسيق مع نظيرتها في الرباط، وبمساعدة معلومات استخباراتية وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من تفكيك شبكة إجرامية تنشط في النصب والاحتيال بأسلوب “السماوي”، المعروف باستغلاله للحيل النفسية والتنويم الإيحائي.

العملية التي نُفذت زوال الثلاثاء 7 يناير، أسفرت عن توقيف ثلاثة أشخاص، بينهم سيدتان، إحداهما معروفة بسجلها الإجرامي السابق. وقد كشفت التحريات أن هذه الشبكة تعتمد أسلوبًا معقدًا لإيقاع الضحايا في حالة من الغلط التدليسي، مما يجعلهم يسلمون ممتلكاتهم دون وعي.

بداية الخيط انطلقت بتحديد هوية أحد المشتبه بهم الذي وُضع تحت المراقبة قبل توقيفه وإحالته للتحقيق، لتقود الأبحاث لاحقًا إلى توقيف ثلاثة مساهمين آخرين قرب إحدى المقابر بالشريط الساحلي في الرباط. المفاجأة كانت في ضبطهم متلبسين بحيازة أدوات يُشتبه في استخدامها في عمليات النصب، منها سبحة وساعة ومجوهرات، إضافة إلى مبلغ مالي يُرجح أنه من عائدات هذه الجرائم.

وقد أظهرت عملية تنقيط المشتبه بهم في قاعدة بيانات الأمن الوطني، أن اثنين من الموقوفين يشكلان موضوع مذكرات بحث وطنية صادرة عن مصالح الشرطة القضائية بمدن تمارة والرباط وتيكيوين، وذلك للاشتباه في تورطهما في قضايا مماثلة تتعلق بالنصب والاحتيال.

التحقيقات لا تزال جارية تحت إشراف النيابة العامة، فيما يتمسك الأمن بتحقيق الشفافية والكشف عن كافة ملابسات هذه الشبكة الإجرامية التي أثارت الذعر بأساليبها وحيلها. فهل يكشف هذا الملف المزيد من الأسرار حول عالم “السماوي”؟

بالمناسبة، أسلوب “السماوي” ليس جديدًا على عالم الجريمة، لكنه يأخذ هنا طابعًا أكثر خطورة، حيث يجمع بين مهارات نفسية واستغلال نقاط الضعف لدى المستهدفين واستغلال الدين للسيطرة على عقول الضحايا ودغدغة مشاعرهم لتضليلهم وسلبهم أموالهم بطرق غامضة.

يشار أن السلطات الأمنية تقوم بواجبها وتيتجيب لشكايات الضحايا، وتفاديا لتكرار عمليات مماثلة، على المواطنين التحلي باليقظة اللازمة في التصدي لمثل هذه الجرائم، مع ضرورة التبليغ عن أي تصرفات مشبوهة أو محاولات احتيال. ومع ذلك يبقى السؤال مطروحا عن مدى مقاومة الضخايا لهذه الأساليب الشيطانية؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد