أحمد عدوية سلطان الأغنية الشعبية المصرية الذي غنى “بنت السلطان” و”سلامتها أم حسن”.. يفارق الحياة
هيئة تحرير دنا بريس
توفي الفنان المصري أحمد عدوية عن عمر يناهز 79 عامًا، بعد مسيرة فنية امتدت لعقود، شكّل خلالها حالة فريدة في تاريخ الغناء الشعبي المصري والعربي. تداولت الصحف والمنصات الإعلامية نبأ وفاته على نطاق واسع، مسلطة الضوء على حياة مليئة بالتحديات، الإبداع، والأسرار التي أحاطت بصاحب الصوت المميز والروح المتمردة.
ولد أحمد عدوية عام 1945 في حي شعبي بالقاهرة، ونشأ وسط أجواء اجتماعية متواضعة ألهمته التعلق بالفن كوسيلة للتعبير عن ذاته، ليبدأ مشواره كمطرب في الأفراح الشعبية. سرعان ما تحول صوته العذب وأداؤه الفريد إلى ظاهرة فنية أعادت تعريف الأغنية الشعبية، بعيدًا عن النمط التقليدي الذي كان سائدًا آنذاك.
كانت حياته الفنية حافلة، حيث قدم أكثر من 100 أغنية، أشهرها “بنت السلطان”، “سلامتها أم حسن”، و”السح الدح امبو”. هذه الأغاني لم تكن مجرد ألحان شعبية، بل تحولت إلى أناشيد اجتماعية تعبر عن هموم وأفراح البسطاء، وتحمل في طياتها رسائل سياسية واجتماعية خفية، جعلت منه صوت الشارع المصري بامتياز.
ومع نجاحاته المتتالية، تعرض عدوية لمحنة كادت أن تنهي مشواره الفني عندما أصيب بحادث مأساوي في منتصف الثمانينات، نُسجت حوله روايات غامضة عن مؤامرة حضواعتداء قاسٍ أفقده القدرة على الحركة لفترة طويلة. لكن رغم هذه المحنة، عاد عدوية بقوة ليؤكد مكانته كفنان لا يعرف الاستسلام.
وأما حياته فقد كانت ولسنوات طويلة متار اهتمام شديد من متابغيه ومحبيه، ولعل شخصيته العفوية التي جمعت بين البساطة والعناد هي ما جعلته قريبا من جمهوره لأنه كان واحدًا منهم، ينقل مشاعرهم وأحلامهم دون تجميل أو تصنع. كما حافظ عدوية على تراث الأغنية الشعبية، بل وفتح الباب أمام جيل جديد من الفنانين الشباب الذين استلهموا من تجربته، مثل حكيم، وسعد الصغير، وغيرهم.
يُذكر أن أحمد عدوية لم يكن مجرد مغنٍ، بل كان حالة فنية وإنسانية ألهمت صناع الموسيقى وأثرت في ثقافة المجتمع المصري. وبرحيله، يُغلق فصل من فصول الأغنية الشعبية المصرية، تاركًا خلفه إرثًا خالدًا ينبض بصدق المشاعر وقوة الأداء