الرائدة في صحافة الموبايل

شجرة عيد الميلاد تصنع أزمة في ادلب

أثارت مشاهد أشجار عيد الميلاد التي اعتاد عليها السوريون كل عام، بمختلف طوائفهم، حالة من الغضب لدى سكان ادلب والمحسوبين على جماعات متشددة ومجموعات متطرفة متأثرة بالقاعدة تعتبر أشجار عيد الميلاد والاحتفال به كفرا وشركا.

وقام مجموعة من المتطرفين الأسبوع الماضي بحرق إحدى الأشجار الكبيرة المميزة في منطقة السقيلبية، مما أثار حالة من الخوف في نفوس السوريين، الأمر الذي استدعى تدخل الإدارة الجديدة في سوريا للاعتذار ولطمأنة المواطنين، الذي تم غالبا بتوجيه وإيعاز من المخابرات التركية.

فيما قام أفراد من الفصائل السورية بتأمين وحراسة أماكن الاحتفالات المسيحية، التي تزامنت وقرار الإدارة الجديدة في إعطاء عطلة رسمية بشكل مموه ودون ربطها باحتفالات رأس السنة بل تحت ذريعة سوء أحوال الطقس، .كلها امور أججت الوضع في أدلب، كما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي منشورات غاضبة من جماعات تسمي نفسها ب “المجاهدين” تندد بالوضع معتبرة ذلك هروجا عن الملة والدين.

وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها وسائل التواصل الاجتماعي اعتراضات من جانب بعض عناصر المعارضة أو من جانب بعض الفصائل، حيث خرجت مظاهرة في دمشق لنساء وطنيات يطالبن بالديموقراطية وقامت الإدارة الحاكمة بتأمين المظاهرة، الأمر الذي اعتبرته الفصائل توجها نحو العلمانية لأنها في نظرهم حكم بغير ما أنزل الله، ما دفعهم في حلب؛ إلى الخروج في تظاهرات والمطالبة بتحكيم الشريعة.

وبحسب مراقبين ومحللين؛ فان الضغوط تزداد على الإدارة الجديدة في سوريا بين الالتزام بتعهداتها للطوائف الموجودة وحمايتها والتزاماتها الدولية وبين المعتقدات السائدة بين المتشددين ونظرتهم وأحكامهم التكفيرية لكل ما يرونه مخالفا للشرع والعقيدة. ما قد ينذر بصدامات إن عاجلا أو آجلا، وفي مناسلات ومواسم دينية قادمة كالمولد النبوي الشريف او الاحتفال بعاشوراء وغيرها من المناسبات.

فهل ستستمر الهيئة في استعمال القمع ضد بيئتها الحاضنة في ادلب؟ أم سيكون هناك تنصل من التعهدات الدولية أم ستظل تركيا تسير المشهد من خلف الكواليس؟ هذا ما ستكشف عنه الأحداث في القادم من الأيام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد