إسرائيل تقصف اليمن وتهدد العراق
دنا بريس – كريم محمد الجمال
أعلنت حسابات تابعة لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية على وسائل التواصل الاجتماعي منذ أسبوعين عن نية سلاح الجو الإسرائيلي توجيه ضربة مشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لليمن ردا على الموقف اليمني من الحرب على غزة دون إعلان رسمي عن ذلك.
وجاءت الضربات الأمريكية الأخيرة لتؤكد مشاركه الطيران البريطاني والطيران الإسرائيلي في العملية، وحاليا تروج نفس الحسابات لتهديدات للعراق بسبب دعم المقاومة العراقية لفلسطين.
وتاتي هذه الضربات من جانب إسرائيل ضمن الإستراتيجية التي تحدث عنها بنيامين نتنياهو أكثر من مرة في تحجيم وقطع الروابط بين قوى المقاومة وفلسطين. وبذلك ستكون العمليات الإسرائيلية موجهة في الفترة المقبلة بعد القضاء على نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى إيران الممول الرئيسي لهذه القوى في المنطقة.
وبحسب خبراء ومحللين، فإن إسرائيل لا ترغب في القضاء على المقاومة الفلسطينية ثم حلفاء ايران بل ترغب في القضاء على النظام الإيراني نفسه أو على الاقل إضعافه وتحجيمه ودفع نفوذه خارج المنطقة بحيث يكون في حاله ضعف لا يمكنه من مواجهه النفوذ الإسرائيلي القوي المتزايد.
وربما تتخذ إيران خطوات للخلف لحماية النظام، فالاقتصاد الإيراني يعاني منذ عده سنوات، وفي نفس الوقت ترغب إيران في الخروج بقنابلها النووية المزمع إنتاجها العام القادم، مما سيجعل الأربع سنوات القادمة ستعرف حالة من الانكماش لدى إيران يقابلها تحسن في العلاقات الإيرانية العربية.
وقد سجلت إيران عدة خطوات من أجل التقارب مع الدول العربية فقامت بتوقيع بروتوكولات عسكرية اقتصادية ثقافية مع السعودية وباقي دول الخليج، وتسعى جاهدة لإقامة علاقات دبلوماسية مع مصر والأردن والمغرب، وهي قوة رئيسية في العالم الإسلامي لم تكن على وفاق مع النظام الإيراني طوال العقود الماضية.
الانفتاح الإيراني الجديد ومحاولة كسب أرضيات جديدة بدلا من الصدام الذي تبع عام 2011 بدعم الثورة البحرينية ودعم ثوار القطيف في السعودية، والذي جاء على إثره التدخل السعودي في اليمن ثم عاصفة الحزم 2015. حتى جاءت المبادرة الصينية للصلح بين إيران والسعودية وتم نزع فتيل أزمة كادت أن تودي بالمنطقة كلها إلى حرب شعواء.
وكانت التقارير الاستخبارية قد تحدثت عن تقديم إسرائيل وأمريكا عروضا لحكومة صنعاء بقيادة عبد الملك الحوثي لوقف العمليات ضد إسرائيل ووقف استهداف السفن التجارية الإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن، وهو الأمر الذي رفضته القياده اليمنية، وأتى على إثر ذلك عمليات الهجوم الأخيرة، ومن المنتظر بحسب تسريبات صحفية يمنية أن يتم استئناف القتال في اليمن من ميليشيات محسوبة على الإمارات بقياده طارق صالح وهو ابن شقيق الرئيس السابق على عبد الله صالح، وبالاستعانة ببعض المرتزقة والميليشيات التابعة لتنظيم القاعدة وهو الأمر الذي تؤكده مصادر خاصة ل” دنا بريس” في اليمن باحتمالات كبيرة لعودة المواجهات من جديد واحتدام الحرب ولكن ليس من طرف السعودية.
وعلى الجانب العراقي؛ فقد تلقى عدة تهديدات أولها أثناء العملية العسكرية التي أسقطت نظام بشار الأسد حيث لوح العراق بالتدخل أو بإرسال متطوعين الحشد الشعبي، وتمت عبر تفاهمات بين الوسطاء، ولم يدخل العراق الحرب بعكس ما حصل في السابق وهذه المرو تأتي التهديدات للعراق مجددا من أجل إخراج فصائل المقاومة أو تسليم سلاحها أو فك الارتباط مع إيران أو وقف العمليات المساندة لغزة وهو الأمر الذي يضع حكومة السوداني في موقف حرج بين الالتزام بالتحالفات الاستراتيجية والتعامل مع المتغيرات السريعة والكبيرة.. الأمن القومي العربي والأمن القومي العراقي ومحاولة إيجاد صيغ للتفاهم لحفظ أمن واستقرار العراق واستمرار عملية إعادة الإعمار من جانب والانشغال بالورقة الداخلية الأساسية أمام حكومة السوداني من حيث إخراج القوات الأمريكية من العراق أوائل العام بعد القادم، والضغط أحيانا بالورقة الكردية والتي تمثل أحد مظاهر النفوذ الأمريكي كورقة ضغط وتفاوض مع الحكومة في بغداد.