الرائدة في صحافة الموبايل

تراشق إعلامي تركي إيراني بعد سقوط نظام الأسد

شهدت الساحة السياسية والإعلامية في تركيا وإيران تراشقا إعلاميا بعد سقوط نظام الأسد، حيث اعتبرت فصائل المعارضة المدعومة من تركيا أنها أنهت المشروع الإيراني بإخراج القوات الإيرانية وهزيمة حليفهم السابق بشار الاسد. وجاءت بعض تصريحات المسؤولين في تركيا عن التوسعات وعودة أيام الدولة العثمانية، وكانت هذه المناطق تحت حكمها.

وأحدثت التصريحات التركية الحساسية الإيرانية حيث شهد تاريخ هذه المنطقة صراعات وحروب بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية، وبعد سقوط الخلافة كانت العلاقات جيدة بين النظامين التركي والإيراني إلى حدود الثورة الإيرانية عام 79؛ ساءت العلاقات بين البلدين حيث كانت تركيا مع الجانب الأمريكي الإسرائيلي المعادي لإيران التي تعتبر أحد ممثلي الحلف الروسي الصيني في المنطقة، وإن كانت الأمور قد تحسنت قليلا في بداية عهد اردوغان.

ولكن توابع الأزمة السورية ارخت بظلالها في مواجهة غير مباشرة بين البلدين، فقد سبق لإيران أن شاركت بالمتطوعين والمستشارين العسكريين والدعم المادي والسلاح للرئيس السابق بشار الاسد في مقابل دعم تركي للفصائل الإسلامية المعارضة، ننا جعل العلاقات تتوثر من جديد.

وبحسب الخبراء؛ ترى تركيا نفسها قد ظلمت في بعض المعاهدات السابقة التي حرمتها من بعض الأراضي العربية بعد تقسيم الدولة العثمانية وحرمتها من امتيازات تحاول تركيا بسط نفوذها وسيطرتها عليها، منها منطقة شمال سوريا. فبعد قيام العمليات العسكرية في سوريا صرح أحد البرلمانيين الأتراك بأن “حلب عادت تركية”.

ومن جانبه؛ رد حسن عباسي السياسي الإيراني على تركيا بقوله أن الفرس الساسانيين والحضارة الفارسية القديمة هي الأقدم في المنطقة، وأن تصريحات أردوغان حول إعادة تقسيم المنطقة يجب أن تكون في صالح إيران، في إشارة منه لأن يعطيها مساحات كبيرة كانت تحت نفوذ الامبراطورية الفارسية القديمة. وبحسب وسائل إعلام إيرانية؛ فان الرئيس اردوغان تراوده أحلام توسعية من الحقبة العثمانية.

وبرغم هذا التراشق بين البلدين، فإن العلاقات التركية الإيرانية تتسم دوما بالشد والجذب ولكن في النهاية تجمعهما مصالح اقتصادية ضخمة. فقد بلغ التبادل التجاري بين البلدين 22 مليار دولار في عام 2012، وانخفض إلى 6 مليار عام 2023، ويسعى البلدان للوصول الى 30 مليار، دولار حيث تعتبر تركيا أحد منافذ إيران للخروج من العقبات الاقتصادية.

وتعتبر تركيا مقصدا استثماريا للإيرانيين حيث استثمر الإيرانيون أموالا طائلة في العقارات في تركيا تقدر بالمليارات انقذت الخزينة التركية في السنوات الماضية بعد جائحة كورونا.

وتجمع البلدان قضية في غاية الأهمية، ألا وهي قضية الأكراد حيث يرفض البلدان مسألة استقلال الأكراد في كل من سوريا والعراق. وربما ستستمر حالة التجاذب والتراشق الإعلام ي التي لم تؤثر على العلاقات السياسية والاقتصادية مثلما حدث في الأزمة السورية وفي أزمة ناغورنو كاراباخ بين أذربيجان وأرمينيا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد