بيان “الأسد”.. بين الحقيقة وحفظ ماء الوجه!
هيئة تحرير دنا بريس
هل بوسع البيان الأخير للرئيس السوري المتنحي بشار الأسد أن يغير مجرى سوريا ويبيض وجه بشار؟ وماذا يعني نشر هذا البيان بعد فوات الأوان؟ أم أن البيان آخر مسمار يدق في نعش بشار؟!
كالنار في الهشيم! انتشر ودون سابق إنذار البيان الأخير ليشعل منصات التواصل الاجتماعي، فلا حديث إلا عن بيان الرئيس بشار الأسد، والذي يتحدث فيه لأول مرة عن ظروف تنحيه ومغادرته البلاد في ديسمبر 2024، في سياق انهيار ميداني وصفه الأسد بـ”تمدد الإرهاب”. البيان جاء ليفتح نافذة على اللحظات الأخيرة في دمشق، التي كانت مسرحًا لسقوط الدولة ومؤسساتها في واحدة من أكثر المحطات غموضًا وإثارةً في تاريخ الحرب السورية.
الأسد، وفي بيانه، نفى بشكل قاطع ما تردد عن مغادرته بشكل مخطط له أو تنحيه طواعية. وفق روايته، بقي الرئيس السابق في دمشق حتى ساعات الصباح الأولى من 8 ديسمبر 2024، مشرفًا على مجريات المعارك، قبل أن ينتقل بتنسيق روسي إلى قاعدة حميميم في اللاذقية. لكن، ومع تدهور الوضع الميداني وانسحاب القوات من كافة الجبهات، جاء قرار الإخلاء إلى روسيا، بطلب روسي، إثر تهديد القاعدة العسكرية بهجوم بالطائرات المسيرة.
وبدا البيان وكأنه رد متأخر على سيل من الروايات التي نسجت حول “الهروب” أو “الاستسلام”، ليعيد الأسد صياغة ما جرى من موقع “المناضل المقاوم” الذي رفض طوال سنوات الحرب أي مساومة أو خلاص شخصي على حساب الوطن. وهو ما أكده بقوله: “من لم يتخل عن شعبه في سنوات الحرب العصيبة، لم يكن ليغدر به في لحظة السقوط”.
وأما السياق الذي جاء فيه البيان فيطرح تساؤلات عدة، خاصة أنه يأتي في خضم نقاشات إقليمية ودولية محتدمة حول مستقبل سوريا وإعادة تشكيل المشهد السياسي فيها. فهل يسعى الأسد، بعد مغادرته، إلى إعادة تلميع صورته وتبرير ما وقع ل” العرين”؟ أم أنه يُمهد للتموقع مجددا في معادلة مستقبلية ومشهد سياسي مرتقب؟!
ليبقى السؤال الأبرز: هل سيؤسس هذا البيان لمراجعة أوسع لما جرى في اللحظات الأخيرة من حكم الأسد؟ أم أن ما كُشف ليس سوى غيض من فيض الحقائق التي ستتكشف في المستقبل؟!