الرائدة في صحافة الموبايل

مكتبة الإسكندرية تحتفي بالفيلسوف الكبير د. زكي نجيب محمود

تحتفي مكتبة الإسكندرية كصرح ثقافي ضخم بأعلام الفكر والأدب والفنون. وتقدم المكتبة في الآونة الأخيرة فعاليات ومؤتمرات لتعريف الشباب برواد الثقافة في مصر والوطن العربي والعالم. وفي إطار هذه الجهود احتفى قطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية بالمفكر والفيلسوف الكبير د. زكي نجيب محمود أحد رواد الفكر العربي الحديث.

وأقيمت الندوة، التي استضافتها قاعة الوفود بمركز المؤتمرات بالمكتبة الأربعاء الماضي، تحت عنوان “زكي نجيب محمود… الفيلسوف الأديب” من الساعة 10.00 صباحًا إلى 3.00 مساءً. وقد شارك في الندوة نخبة من المحاضرين البارزين في مجال الفلسفة والفكر وشهدت حضور كبير سواء من الصحفيين والكتاب والمثقفين في مدينة الإسكندرية.

افتتح الندوة الأستاذ الدكتور أحمد زايد مدير المكتبة، وفي العاشرة والنصف عقدت الجلسة الأولى برئاسة الدكتور مدحت عيسى مدير مركز ومتحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، وتحدث فيها: الدكتور بهاء درويش عن “السيرة الذاتية لزكي نجيب محمود كما كتبها بنفسه”، والدكتور أنور مغيث عن “تحولات في فكر زكي نجيب محمود”، والكاتب الصحفي مصطفى عبدالله عن ” زكي نجيب محمود.. إنسانًا” من خلال علاقته المباشرة معه، وعقدت الجلسة الثانية في الثانية عشرة ظهرُا. الجلسة الثانية واستمرت حتى الواحدة والنصف من بعد الظهر برئاسة الدكتور حسين سليمان، وتحدث فيها: الدكتور صلاح سالم عن “استراتيجية التجديد عند زكي نجيب محمود”، والدكتور ياسر قنصوه عن ” سبل التقدم عند زكي نجيب محمود”، وتناول الدكتور عيد بلبع موضوع “تحليل نقدي لخطاب البلاغة والنقد عند زكي نجيب محمود”، ود. محمد دوير.

وعقدت الجلسة الأخيرة حتى الثالثة عصرًا، وفيها تحدث الدكتور أشرف منصور عن “موقف زكي نجيب محمود من الميتافيزيقا”، وتناولت الدكتورة نوران الجزيري “المضمون السياسي في فكر زكي نجيب محمود”، وتكلم الدكتور مايكل مدحت يوسف عن “الفلسفة والحياة العملية في فكر زكي نجيب محمود”.

ويعد الدكتور زكي نجيب محمود من أبرز المفكرين العرب في القرن العشرين، وكان يلقب ب”فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة” وأحد رُوَّاد الفلسفة الوضعية المنطقية.

وُلِد الراحل الكبير في في أول فبراير سنة 1905 بدمياط، والتحق بكُتَّاب القرية، وعندما نُقِل والده إلى وظيفةٍ بحكومة السودان أكمَلَ تعليمَه في المرحلة الابتدائية بمدرسة “كلية غوردون”، وبعد عودته إلى مصر أكمَلَ المرحلةَ الثانوية، ثم تخرَّجَ في مدرسة المُعلمين العليا بالقسم الأدبي سنة 1930، وفي سنة 1944 أُرسِل في بعثةٍ إلى إنجلترا حصل خلالها على البكالوريوس الشرفية من الطبقة الأولى في الفلسفة من جامعة لندن؛ لينال بعدَها مباشَرةً درجةَ الدكتوراه في الفلسفة من كنجز كوليج بلندن سنة 1947.

وقد اشتغل بالتدريس في عدة جامعات عربية وعالَمية؛ فدرَّسَ في قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، وجامعة كولومبيا بولاية نورث كارولاينا، وجامعة بوليمان بولاية واشنطن، وجامعة بيروت العربية في لبنان، وجامعة الكويت. كما عُيِّن ملحقًا ثقافيًّا بالسفارة المصرية في واشنطن عامَيْ: 1954 و1955.

اختِيرَ عُضوًا في العديد من اللجان الثقافية والفكرية؛ فكان عُضوَ لجنتَيِ: الفلسفة والشِّعْر بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وعُضوَ المجلس القومي للثقافة، وعُضوًا بالمجلس القومي للتعليم والبحث العلمي.

انضمَّ إلى لجنةِ التأليف والترجمة والنشر ليشترك مع أحمد أمين في إصدارِ سلسلةٍ من الكتب الخاصة بالفلسفة وتاريخ الآداب بأسلوبٍ واضحٍ سهلٍ يتلقَّاه المثقفُ العام، وفي سنة 1965 أنشأ مجلة “الفكر المعاصر” ورأَّسَ تحريرها حتى سنة 1968.

وقد نال العديدَ من الجوائز والأوسمة عن أعماله، ومنها: جائزة التفوق الأدبي سنة من وزارة المعارف “التربية والتعليم الآن” عن كتابه “أرض الأحلام”، وجائزة الدولة التشجيعية في الفلسفة سنة 1960 عن كتابه “نحو فلسفة عِلمية”، ووسام الفنون والآداب من الطبقة الأولى سنة 1960 ، وجائزة الدولة التقديرية في الأداب عام 1975، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى في العام نفسه، وجائزة الثقافة العربية من جامعة الدول العربية “المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم” عام 1984، وجائزة سلطان بن علي العويس عام 1991، كما منحَتْه الجامعة الأمريكية بالقاهرة درجةَ الدكتوراه الفخرية سنة 1985.

وله العديدُ من المُؤلَّفات في الفلسفة، منها: “المنطق الوضعي”، و”موقف من الميتافيزيقا”، و”نافذة على فلسفة العصر”.

وله مُؤلَّفاتٌ عِدة تَمسُّ حياتَنا الفكرية والثقافية، منها: “تجديد الفكر العربي”، و”في حياتنا العقلية”، و”في تحديث الثقافة العربية”.

ومن مُؤلَّفاته الأدبية: “الكوميديا الأرضية”، و”جنة العبيط”. وقدَّمَ سِيرتَه الذاتية الفكرية في ثلاثة كتب: “قصة نَفْس”، و”قصة عقل”، و”حصاد السنين”؛ هذا بجانب ترجماته.
وتُوفِّي بالقاهرة يوم 8 سبتمبر سنة 1993 عن عُمرِ ثمانٍ وثمانين سنة، بعد أن ترك بَصماتِه البارزةَ في حياتنا الفكرية.

وقد أثار المشاركون عدة نقاط بحثية هامة وتساؤلات حول قيمة زكي نجيب محمود كمفكر، وكيفية تفعيل هذا الفكر والاستفادة منه في حياتنا المعاصرة. وكيف نستلهم العبر من سيرته ومسيرته بالأخص الشباب لدفع الحياة الثقافية للأمام في عدة مجالات وإعادة الاعتبار للمفاهيم الفلسفية ودراستها.

كما تحدث المشاركون عن أهمية استعراض رموز الفكر مثل زكي نجيب محمود وطه حسين و غيرهم وتناول سيرتهم وأعمالهم.

وأثار د. محمد دوير موضوع التنوير والحداثة ومعوقاتها، وعن ضرورة توفير مناخ للحرية والبحث العلمي وتكوين الأطر الثقافية.

وقد اختص الباحث والكاتب المختص في الفلسفة وعلم الاجتماع، دكتوراه في فلسفة العلم. صدرت له عدة مؤلفات منها: المعرفة العلمية، النظرية، المنهج. التطور. 2014، الاشتراكية والدين، 2014، فلسفة الحكمة. 2018، ماركس ضد نيتشه الطريق إلى ما بعد الحداثة. 2020، العقلانية القلقة في فكر طه حسين 2024، موقع “دنا بريس” بنظرته للواقع الراهن وطالب بضرورة فتح المجال أمام الشباب ليبحث ويتساءل وهذا دور الفلسفة بشكل خاص والمثقفين عموما أن يقدموا إجابات للشباب في القضايا الهامة المعاصرة.

وعن أزمة الواقع الثقافي العربي قال إن د. زكي نجيب محمود برغم إسهاماته الكبيرة هو وغيره إلا أن هناك مفكرين تفوقوا عليه في نقاط امتلكوا فيها أدوات وقدموا أبحاث بارزة مثل محمود أمين العالم وغيره، ولكنها تظل بعيدة عن التطبيق الواقعي لأنها نخبوية ولهذا يجب انتقال الثقافة إلى الجماهيرية من النخبوية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد