سورية.. مقابلة أبو محمد الجولاني مع “سي إن إن” الأمريكية تثير الجدل!
هيئة تحرير دنا بريس
ظهر أمير جبهة النصرة السابق وقائد هيئة تحرير الشام وقائد فصائل المعارضة السورية المسلحة حاليا، أبو محمد الجولاني، في مقابلة مع قناة “سي ان ان” الأمريكية ليثير الجدل والشكوك حول علاقته بأطراف خارجية، بالرغم من إنه وهو وتنظيمه مدرجون على قوائم الإرهاب الأمريكية وأغلب قوائم الدول العربية.
ظهر الجولاني في مظهر قريب من مظهر الرئيس الأوكراني زيلينسكي، وهو غير الشكل الذي ظهر به على الساحة السورية كأحد أفراد تنظيم القاعدة الذين عملوا تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي في العراق قبل انتقاله إلى سورية.
حاول أبو محمد الجولاني تبييض وجهه وتغيير الصورة النمطية السائدة عنه، وتقديم نفسه كرجل يسعى لتحرير بلاده من ديكتاتور ظالم وبأنه يرغب في تحرير البلاد وتوحيد الشعب السوري واستعادة المهجرين وإعادة الإعمار وعودة النازحين واللاجئين.
وبحسب الخبراء؛ فإن الجولاني ومليشياته متورطون في عمليات أشبه بسلوك العصابات في مناطق سيطرتهم في شمال سورية المرتكزة في محافظة إدلب، ولديهم تاريخ طويل وسجل حافل بالتعذيب والخطف والإتاوات ولديهم سجون سرية كما نفذوا عمليات تصفية وقمع للمظاهرات حتى ضد النساء والأطفال.
وأجاب الجولاني عن سؤال حول قبوله وجود قوات أمريكية في سوريا، فقال لا مبرر لوجود هذه القوات بعد إسقاط النظام ولكن وجود أي قوات أجنبية لابد أن يراعي مصالح سوريا العليا ويكون باتفاقيات قانونية مع الحكومة. وهذا عكس خطاب الجولاني السابق، وعكس ما تسوق له كل تنظيمات الإسلام السياسي بضرورة خروج كل القوات الاجنبية من الدول الإسلامية باعتبارهم كفار لا يجوز بقاءهم في أراضي المسلمين.
ووقع الجولاني في حرج كبير عند سؤاله حول مصادر التمويل التي يتلقونها وعن مصادر التسليح والتدريب، فأنكر الجولاني وجود جهات تساندهم وقال: “أننا نساعد أنفسنا بجهودنا الذاتية ومما نحصل عليه من غنائم من قوات النظام”. وهذا يخالف الحقيقة والتقارير الصحفية الواردة بوجود دعم تركي وتدريب أوكراني، والتقاء مصالح إسرائيلي أمريكي مع تحركات هذه المليشيات.
وبدا الجولاني متوترا عند إجابته على سؤال وجوده في تنظيمات إرهابية مع القاعدة وداعش، تنصل الجولاني وتنكر لهذا الماضي. وقال: أنا لم اقم بمهاجمة المدنيين ولم انفذ عمليات ضد الأبرياء ووجودي في العراق وخطابنا السابق كان بدافع المرحلة كرد فعل لوجود ميليشيات شيعية عراقية وإيرانية وأنه اختلف مع داعش في مسألة استهدافهم للمدنيين، وبرر موقفه بأن الإنسان يستفيد من خبراته ومن تقدمه في العمر.
وبالنظر إلى الوضع الميداني قال الجولاني أن هدفه هو إسقاط العاصمة دمشق وإسقاط النظام ولذلك فإن التركيز سيكون على معركة حمص لكونها بوابة العاصمة دمشق وليس له أو لجماعته أي نوايا أو أطماع أخرى.
ومن مغالطات الجولاني الذي عمل جاهدا لتقديم صورة مختلفة غير عنيفة عن جماعته الإرهابية، إنه لم يتحدث مطلقا عن غزه او فلسطين أو ماذا يمكن أن يقدم من دعم للقضية، ولم يتحدث أيضا عن الجولان السوري المحتل.
وبرغم محاولات الجولاني نفي صلته بالخارج إلا أن التحركات على الارض تفضح ادعاءاته. ففي يوم واحد يواصل هجومه على حمص، وتتحرك فصائل مسلحه في السويداء ذات الاغلبيه الدرزية في الجنوب وتعلن استقلال المدينة خارج سيطرة النظام، وتتحرك ميليشيات تابعة للجولاني في الجنوب في محافظه درعا وتسيطر على 70% من المحافظة ، وتتحرك بالتزامن ميليشيات قسد الكرديه في الشرق وكل هذه التيارات والفصائل والمليشيات لا تعمل معا بل قاتلت ضد بعض وبعضهم يكفر بعض فهذا يؤكد على ان المحرك والمنسق هو طرف خارجي خارج سوريا.
ومن جانبها، تحاول قوات النظام حشد كل ما تستطيع من قوه لصد الهجوم على حمص بوابة دمشق وتدعيم وتعزيز العاصمة في حين أن الميليشيات الإرهابية ستتوجه نحو مدينه القصير وهي أحد أهم ممرات التسليح للمقاومة في لبنان وفي غزة، مما يؤكد على فكره التقاء المصالح الأمريكية الإسرائيلية التركية مع هذه الميليشيات الإرهابية.
وعلى المستوى السياسي، فقد تقدمت بعض الدول العربية كمصر والأردن باقتراحات للرئيس بشار الأسد بتقديم استقالته والخروج من البلاد وتكوين حكومة في المنفى.
وبحسب تقارير صحفية فان الأسد قد طلب مساعدة بعض الدول العربية في الحصول على مساعدات في مجال الاستخبارات والحصول على بعض الأسلحة وقوبل طلبه بالرفض. ولا تزال حتى الآن الخطوات الإيرانية والروسية على استحياء وتبدو غير جادة وغير قوية في الدخول في معركة شاملة لمساندة نظام الأسد.