حلب.. المعارضة المسلحة تعلن السيطرة على القلعة والجيش يستعد لهجوم عكسي
دنا بريس – كريم محمد الجمال
قامت جماعات المعارضة السورية المسلحة بهجوم مباغت على مناطق في شمال سورية، وأعلن الجيش السوري وحليفه الروسي استقرار الأوضاع والتعامل معها من خلال الغارات الجوية. لتحدث المفاجأة المدوية عصر يوم أمس الجمعة وتهاجم الجماعات المسلحة مدينة حلب.
لم يكن كثير من المحللين الاستراتيجيين يتوقع تجرأ المسلحين على مهاجمة حلب إلا أن الصدمة الكبيرة كانت بنجاح الهجوم على حلب والسيطرة على أحياء منها والقلعة التاريخية وهي معلمة هامة للمدينة جغرافيا واستراتيجيا وتاريخيا وترمز السيطرة عليها السيادة على كامل المدينة وأريافها.
سقوط المدينة بهذه السرعة وبهذه الطريقة يثير تساؤلات كثيرة حول جاهزية الجيش السوري لهذه المعركة وهل الجيش بالفعل في حالة من عدم الجاهزية ومن الضعف ومن انعدام الروح بحيث تتمكن هذه المجموعات من السيطرة على مدينة كبيرة او مهمة كحلب بهذه السهولة وبهذه السرعة.
مع الوضع في الاعتبار كم التضحيات غير المسبوق التي قدمها الجيش السوري وحلفاؤه والمتطوعين وحتى الداعمين الروس من أجل استعادة المدينة.
وبحسب الخبراء؛ فثمة سؤال يطرح نفسه بقوة من وراء التخطيط والتدعيم والتنفيذ لهذه الهجمات في هذا التوقيت وخرق اتفاقات خفض التصعيد بين روسيا وتركيا وإيران، فربما استغلت هذه الجماعات خروج القوات اللبنانية من سوريا للمشاركة في الحرب واستغلت أيضاً سحب أعداد كبيرة من القوات الإيرانية من هذه المناطق.
ولابد من الأخذ في الاعتبار التحذير الذي قام به رئيس الوزارء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرئيس السوري حيث قال له “إنك تلعب بالنار” منذ أيام قليلة، وبمجرد تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بدء الهجوم على سوريا مباشرة بعد تهديدات نتنياهو، وهو الأمر الذي يربطه الكثير من المحللين بأن هناك تنسيق كبير بين هذه الجماعات وبين إسرائيل.
ويبقى الطرف الآخر الغامض في المعادلة هو تركيا التي كان يتحدث مسؤولها منذ فترة قصيرة عن الاجتماع بين الرئيس اردوغان والرئيس السوري بشار الأسد وضرورة عودة العلاقات بين البلدين، ولكن وضعت دمشق شرطا وهو انسحاب القوات التركية من شمال سوريا وهو ما رفضته الحكومة التركية. وأبلغ بذلك الوسيط الروسي وجميع الفصائل المسلحة في الشمال السوري التي قامت بهذا الهجوم.. مرتبطة بالجيش التركي والأجهزة التركية ولا يمكن أن تقوم هذه المليشيات بهذا الهجوم الكبير إلا بعد تدريب وتسليح جيد واستعمال للطائرات بدون طيار للمرة الأولى، وهو ما أكدته مصادر خاصة ل” دنا بريس”، أنها المره الأولى التي تدخل فيها الطائرات المسيرة القتال مع هذه الجماعات.
وللإجابة على سؤال اختيار التوقيت ولماذا انتظرت هذه الجماعات طوال هذه الفترة واختارت التوقيت الذي يلي الحرب بين لبنان وإسرائيل وخروج القوات الحليفة للجيش السوري؛ فهذا دليل قوي على التنسيق الأمريكي التركي الإسرائيلي مع هذه الفصائل المسلحة.
ولكن الأمر الذي أصاب المواطنين السوريين بالاحباط هو هشاشة الجيش السوري، وكيف تصل الامور بهذا الشكل. وعلق بعض المؤثرين ورواد التواصل الاجتماعي عن احتمال أن الجيش يعاني من نقص في التمويل وفي الإعداد بعد سنوات الحرب ونتيجة نقص الميزانيات.
وبحسب مصادر محلية فقد هاجم الجيش ومعه الطيران الروسي وقتل وجرح المئات من المسلحين. وبحسب محللين فان هذا الهجوم ربما يكون ورقة الضغط على سوريا لقطع عن طريق نحو إعادة تسليح حزب الله في لبنان. وهناك آراء بأن هناك صفقة بين إيران والغرب للتضحية بالنظام السوري وان كان هذا الراي ضعيف لا توجد عليه أدلة ولكن الامر الواضح هو ما قامت به الحكومة السورية في طلب تعزيزات عسكرية روسية وستصل الى قاعده حميميم على البحر المتوسط في خلال 72 ساعه ليقوم الجيش السوري بالهجوم المعاكس.
وعلى كل الاحوال لا يمكن أخذ هذه المعركة خارج دائرة التنافس والصراع الروسي الامريكي فبين الجبهة الأوكرانية وبين الجبهات في افريقيا هناك الجبهات في الشرق الاوسط أيضاً ومنها الجبهة اللبنانية التي خسرت فيها اسرائيل ولذلك ترغب أمريكا في تعويض خسارتها بشكل كبير .
وبحسب محللين فإن تركيا تريد الانتهاء من السيطرة على مساحات واسعة من الشمال السوري حتى الحدود مع العراق وهي مسافه طويله جدا على طول الجغرافيا السورية كاملة حتى قبل مجيء دونالد ترامب الذي من المتوقع أن يمنح قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مساعدات وامكانيات واسعة تؤدي في النهايه الى شبه استقلال او شبه دولة وربما مع الضغوط في ملف السويداء في الغرب السوري التي تسعى هي الاخرى بدعم معلن من الدول الغربيه ومن اسرائيل للحصول على الإدارة الذاتية. فربما هذه المعركة للضغط على الحكومة السورية لتقبل بالأمر الواقع.
أطراف الخيوط متشابكة والوضع السوري متأزم للغاية ويحتاج إلى تدخل عربي دولي بحكمه للحفاظ على حياه المدني ين الرياء والحفاظ على وحده التراب السوري وانخراط في العمليه السياسية بحسب القرارات الدولية سيكون هناك تحول سوريا من جديد الى بوابه العنف والى منطقة ملتهبة من جديد ربما يعجز العالم والمنطقه الان على حمل تبعاتها وتقديم الحلول لمعالجة الأمور قبل انفلاتها.