الرائدة في صحافة الموبايل

مؤتمر بألمانيا لدعم انفصال “السويداء” وتقسيم سورية

أعلنت صفحات التواصل الاجتماعى التابعة لبعض أحزاب وجماعات المعارضة السورية في محافظة السويداء عن قيام ما وصفوه ب “المؤتمر الديمقراطي السوري التأسيسي” في مدينة “دسلدورف” الألمانية.

وقد رفع المؤتمر شعار “لأجل سوريا حرة وموحدة” بمشاركة شخصيات من مدينتي “إعزاز” و “السويداء وبعض النشطاء من خارج سورية.

ومن المقرر أن يناقش المؤتمر على مدار يومي 16-17/من شهر تشرين الثاني/2024 القضايا التنظيمية والسياسية والإعلامية والمالية التي تهم الشأن السوري، ويهدف إلى انتخاب هيئات جديدة والسعي إلى صياغة بيان ختامي يؤكد على مبادئ الديمقراطية ووحدة سوريا.

وقد نقلت وسائل إعلام محلية عن أحد أعضاء المؤتمر أنه يقام في ظروف تطوعية وفردية بتمويل ذاتي من أعضاء المؤتمر ولا يوجد تمويل خارجي من أي جهة ويركز على ضرورة تنفيذ القرار الدولي ٢٢٥٤ كحل سياسي للقضية السورية.

ومن جانبها، فقد شارك ما يسمى ب “اللجنة السياسية الممثلة لحراك السويداء المدني” كضيف في المؤتمر واكتفت بتقديم كلمتها دون المشاركة في جدول أعماله.

وحامت شكوك وشبهات حول هذا المؤتمر في هذا التوقيت الصعب والحرج والظروف التي تمر بها المنطقة، وسورية في القلب منها بين لبنان وفلسطين. وتحاول الدول العربية ترسيخ مبدأ الدولة الوطنية ومؤسساتها وأن يكون التغيير نابعاً من الداخل برغبة وطنية في الإصلاح، ورفض التغيير والإصلاح القادم والمفروض من الخارج زمدعوماً من أموال وإعلام القوى الغربية.

يشار أن محافظة السويداء، ذات الأغلبية الدرزية، لها أهمية استراتيجية وتاريخية كبرى. تقع في الجنوب الغربي لدمشق وهو أحد خطوط إمداد المقاومة الفلسطينية واللبنانية، والذي بالطبع يعمل الاحتلال والغرب على قطعها مستغلاً حالة عدم الاستقرار وتردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية في المحافظة العريقة.

وقد لعب المخطط الغربي على إذكاء النزعة الطائفية والمذهبية ورفع شعارات فئوية طائفية بين الدروز والشيعة والعلويين وباقي مكونات الشعب السوري. وخطورة ذلك على الامتداد الطبيعي للدروز سواء في الجولان المحتل أو ضمن عرب الداخل الإسرائيلي “عرب ٤٨”، فبدأ الاحتلال في التأثير عليهم أولا بنشر كره الشيعة على اعتبار تواجد عسكري إيراني ولبناني في سورية لظروف الحرب، حيث تمكن الاحتلال من تتحقيق نجاح نلموس في تطبيق هذا المخطط.

وبالرغم من أن المحافظة معروفة بالانتماء للدولة السورية فهي كانت أحد حواضر النظام ولم تنضم للمعارضة إلا مؤخراً، وقد أظهر المحتجون فيها إصرار على دعوات الانفصال والفيدرالية.

وأصبح نموذج “قسد” الانفصالي في الشرق السوري هو النموذج الذي يسوقه الإعلام الغربي والإسرائيلي وبعض وسائل الإعلام الخليجية، وصار الإعلان عن الرغبة في الفيدرالية واللامركزية وغير ذلك من دعوات الظاهر منها الدعوة للاستقرار. ولكن الحقيقة؛ أن المنطقة أمام “سايكس بيكو” جديدة.

وقد اشتهرت السويداء بأنها حاضرة الثورة والدولة الوطنية التي أخرجت سلطان باشا الأطرش أحد رموز العمل الوطني السوري عبر التاريخ.

ويرتكز المخطط الانفصالي للسويداء على موقعها الجغرافي بين دمشق ومحافظة درعا، ودرعا هي أول محافظة بدأت فيها الاحتجاجات والمعارضة الشعبية، ولكن الأخطر من ذلك وجود قاعدة “التنف” الأمريكية على الحدود مع الأردن، والتي بحسب التقارير الصحفية؛ تقوم أمريكا بتدريب مليشيات متشددة ودواعش سابقين لتأسيس جيش يحمي إسرائيل وقت اللزوم.

وبالرغم من الترويج لشعارات اللامركزية والفيدرالية إلا أن كثير الخبراء والمحللين يؤكدون نقلا عن مصادر خاصة أن هناك رغبة في إعلان الإدارة الذاتية للمحافظة وهي مقدمة للتقسيم.

وهناك تعارض كبير بين إدعاء هذه الجهات أنها تطالب بالحرية والمساواة والدولة المدنية والعلمانية في حين أن بعض شيوخ العقل ورجال الدين يحركون الأمور ويتصدرون المشهد.

وعن قضية التمويل وعدم تلقي الأموال من اي جهة؛ فيبدو ذلك غير واقعي أيضاً، حيث تحتاج الأحزاب والكيانات الدعم المالي والسياسي والإعلامي للإستمرار، وارتباط معارضة السويداء بقسد المدعومة ماليا ومعروف عنها تلقي الأموال والأسلحة من الغرب، وبالتالي مطلوب تعميم نموذج قسد في السويداء.

وقد وجه عديد من أبناء سورية المخلصين النداء لأهالي السويداء وباقي المدن والمحافظات والقوى السياسية في البلاد وخارجها بالتوافق والتوصل لحل سياسي دون السماح للتمويل الاجنبي والتدخلات الخارجية في التأثير على مستقبل البلاد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد