نافورة تريفي الإيطالية.. من معلمة سياحية إلى “حوض تمنيات” وهذه القصة!
دنا بريس – متابعة
ماذا تعرفه عن نافورة تريفي الإيطالية؟! تعتبر نافورة تريفي في العاصمة الإيطالية روما، واحدة من أشهر الوجهات السياحية في العالم، حيث يعود بناؤها إلى عام 1732 وتستقبل سنويًا ملايين الزوار. ويقال إنها تحقق يوميًا عائدات تزيد عن 3200 دولار، من خلال العملات التي يرميها السياح داخلها كطقس لتحقيق الأمنيات.
إلا أن هذه الوجهة السياحية التاريخية شهدت تغييرًا مفاجئًا، حين أقدمت السلطات الإيطالية على تجفيف مياهها وإحاطة الموقع بسياج مؤقت، وهو ما أثار استياء العديد من الزوار.
وفي سياق خطة التطوير، أعلنت الحكومة الإيطالية أنها بصدد فرض رسوم على زوار الموقع الشهير، بقيمة تصل إلى حوالي دولارين للشخص الواحد، في محاولة لتنظيم الحشود التي تتوافد على المكان سنويًا. قرار لم يكن مرحبًا به، إذ شهدت وسائل التواصل الاجتماعي موجة من الغضب، حيث عبر رواد المنصات الرقمية عن خيبة أملهم من رؤية “حوض تمنيات” بدلاً من النافورة الأسطورية.
وقال أليساندرو أونوراتو، مسؤول السياحة في روما: “في مدينة فنية هشة مثل روما، يجب أن نحرص على عدم السماح لأعداد هائلة من السياح بإلحاق الضرر بالتجربة السياحية، والتأثير على حياة المواطنين. ومن هنا تأتي ضرورة فرض الرسوم”. وأضاف: “نحتاج إلى حماية المدينة وتقديم تجربة منظمة للسياح، تسمح للمواطنين بالعيش بسلام”.
ورغم ردود الفعل السلبية، بررت السلطات هذه الخطوة بضرورة حماية المعلمة التاريخية من تزايد أعداد الزوار، وأوضحت أن الزوار سيكون بإمكانهم الوقوف على جسر مؤقت يمتد فوق موقع النافورة ورمي العملات في الحوض، كحل مؤقت حتى انتهاء عمليات التطوير. وعند استكمال العمل، سيتم تطبيق نظام حجز مسبق للحصول على أفضل مواقع المشاهدة، وهو أول إجراء من نوعه لتنظيم زيارة النافورة منذ تأسيسها.
لكن القرارات لم تلقَ استحسان الجميع، حيث قال أحد المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي: “تخيل أن تسافر لأكثر من 14 ساعة لزيارة نافورة تريفي، لتجد بدلاً منها حوض تمنيات”. يعكس هذا التعليق جانباً من الرفض الجماعي لهذا التغيير المؤقت، في وقت تعكف فيه العديد من الوجهات السياحية الأخرى على إيجاد حلول لمواجهة ظاهرة “السياحة المفرطة” التي أصبحت تشكل تحدياً حقيقياً، ليس فقط لإيطاليا، بل أيضًا لإسبانيا واليونان وغيرها من دول البحر المتوسط.
ومع هذا التطور، يبقى السؤال مفتوحًا حول مستقبل هذه الوجهات السياحية، ومدى فعالية مثل هذه الإجراءات في الحفاظ على التراث التاريخي والثقافي من تأثيرات السياحة المتزايدة.