البتكوين من البداية المتواضعة إلى القمم المالية.. دروس من تجربة شخصية
حمزة المحبوب
ظهر البتكوين كأول عملة رقمية لامركزية في العالم من تصميم شخص أو مجموعة مجهولة تُدعى ساتوشي ناكاموتو، وكان الهدف الأساسي منها خلق نظام مالي مستقل عن البنوك والحكومات، يعتمد على تقنية البلوك تشين. وعندما أُطلقت في عام 2009، كانت قيمتها منخفضة للغاية؛ فبضع دولارات كانت كافية لشراء آلاف الوحدات من هذه العملة.
صعود متواصل لقيمة البتكوين: مع زيادة الوعي بإمكانات البتكوين في تغيير النظام المالي التقليدي، ازدادت شعبيتها وارتفع سعرها تدريجيًا، من أقل من دولار إلى مستويات قياسية، خاصة بعد عام 2017، حيث شهدت العملة قفزات لافتة، متجاوزة 20,000 دولار ثم لاحقًا حاجز 60,000 دولار، مما جذب المزيد من الأفراد والمؤسسات للاستثمار فيها.
تجربتي الشخصية مع البتكوين: أذكر حين قررت الاستثمار في البتكوين قبل فرض حظر التعامل بها في المغرب، كانت البداية مشجعة. وكم رأيت قيمة استثماري تتضاعف، مما جعلني أشعر به كاستثمار حقيقي وكقرار صائب ورائد وبداية حياة مهنية مختلفة وعلى غير العادة. لكن الثقة الكبيرة في قدراتي التي اكتسبتها مع الوقت والجشع الذي دفعني للاستمرار دون توقف من أحل مزيد من الربح والكسب دون سحب لأية أرباح متحصل عليها من هلال عمليات البتكوين. لينتهي التصاعد والتنامي مع تقلبات السوق غير المحسوبة وغير المتوقعة وغير المدروسة كذلك بنهاية كانت مؤلمة، فلقد خسرت نحو 17,000 دولار من مدخراتي، لأدرك حينها خطورة الاستثمار دون خطة واضحة.
ورغم حجم الخسارة بطعم المرارة، تعلمت درسا كبيرا وهو أن الاستثمار في العملات الرقمية قد يكون مشروعا مربحًا وسريعا ولكنه ينطوي على مخاطر عالية. فتقلبات السوق تتطلب من المستثمر متابعة دقيقة ووضع استراتيجية واضحة للشراء والبيع، مع القبول بأن الأرباح قد تتحول إلى خسائر إذا لم يتم اتخاذ القرارات في الوقت المناسب.