الرائدة في صحافة الموبايل

هل تستضيف الجزائر “حماس” بعد خروج مكتبها السياسي من قطر؟!

استضافت دولة قطر المكتب السياسي لحركة حماس منذ خروجه من سورية بعد عام 2011، وعملت قطر بجوار مصر كوسيط في عملية التفاوض بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال الأعوام السابقة، وبالأخص خلال الحرب الحالية، لكن يبدو أن القيادة القطرية لا تريد الاستمرار في هذا الدور حتى تتغير ظروف المفاوضات وتؤتي ثمارها على الأرض.

وقد صرح مصدر مطلع لشبكة CNN في وقت سابق: “خلص القطريون إلى عدم وجود استعداد كاف من أي من الجانبين، حيث أصبحت جهود الوساطة تدور حول السياسة والعلاقات العامة أكثر من كونها محاولة جادة لتأمين السلام وإنقاذ الرهائن والمدنيين الفلسطينيين. نتيجة لذلك، لم يعد المكتب السياسي لحماس يخدم غرضه”.

ومن جهتها فقد دأبت القيادة الجزائرية والإعلام الجزائري عن التغني بالدفاع عن الشعوب المقهورة، وليس هناك على وجه الأرض شعب مقهور أكثر من الشعب الفلسطيني، فمتى تؤدي الدعاية الجزائرية دورها بالشكل الذي يتناسب مع ما تقوم به من دعاية.

وبدورها تعيش قطر ضغوطا ضخمة كما عاشتها من قبل الدول التي استضافت ودعمت الفصائل الفلسطينية، بداية من مصر سنه 196، ثم العراق وسوريا وليبيا والمغرب واليمن ولبنان، وحتى تونس وكذلك الأردن و تركيا، والآن أدركت جميع الدول أن المصالح الأمريكية والضغوط الأمريكية والغربية لا يمكنها الاستمرار مع استضافه قيادة الحركة أو غيرها من حركات المقاومة. ويبدو أن الحركة على وشك مغادرة الدوحة، بالأخص مع عودة إدارة الرئيس ترامب مع سابق معرفة وجهة نظره في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن بجدية، متى تتقدم الجزائر لاستضافة حركة حماس، كما كان يرفع الإعلام الجزائري هذه الشعارات، فالآن؛ الظروف مواتية لكي تتقدم الجزائر للعب هذا الدور وحركة حماس في أضعف حالاتها عبر تاريخها ومنذ تأسيسها، والقضيه الفلسطينيه برمتها تعاني معاناة شديدة على المستوى الدبلوماسي والسياسي وعلى مستوى الانقسام الفلسطيني وتحتاج الدعم السياسي والاعلامي؟!

وبحسب خبراء فإن كل ما كانت تدعيه الجزائر سابقا لا قيمة له إذا لم تتقدم بهذه الخطوه الآن، وإلا فإنها ستكون مجرد تصريحات، وإن التصريحات الحالية والمستقبلية ستلحق بسابقتها في مجرد إطار الكلام الفارغ. ومن يدعم قضية ما لابد له أن يضحي ويتحمل من أجلها.

وبالنظر لما تقدمه الحكومة الجزائرية من دعم لتنظيم البوليساريو الانفصالي، في حين يعاني الشعب من أزمة اقتصادية واجتماعية، فالأجدر بالجزائر إما أن تتوقف عن التصريحات الجوفاء عن دعم القضية، أو تنهي دعمها لجماعات انفصالية، وتقدم الدعم لمن يستحق فعلاً وهو الشعب الفلسطيني.

وبدلا من تسليط الإعلام الجزائري ليهاجم المغرب ويطلق الإشاعات نحوه، ونحو دول كثيرة مثل مصر ودول الخليج فليلعب دورا دبلوماسيا وحقيقيا ويدعم كجارته المغربية القضية الفلسطينية ويقدم لها الدعم الممكن بدل الشعارات الخاوية.

وباستقراء المشهد؛ فان الجزائر لا تبدو خيارا مناسبا ومثاليا للحركه لأنهم في حاجة إلى من يدعمهم بالفعل وليس بالوعود الواهية، من خلال إيصال صوتهم بالأخص في عدة ملفات، يأتي على راسها ملف تبادل الأسرى، وإعادة الإعمار وبالتالي لن تذهب الحركة إلى دوله تعاني من خصومات سياسية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد